حوار: يوسف بن أحمد البلوشي | اكد علي بن سالم الحجري عضو مجلس ادارة غرفة تجارةوا وصناعة عمان، رئيس مجلس إدارة فرغ الغرفة في مخافظة شمال الشرقية، رئيس لجنة السياحة بالغرفة، ان القطاع السياحي واعد في السلطنة، في ظل المقومات المتعددة التي تتمتع بها السلطنة، سواء الجبال والادوية والصحارى والكهوف.
وطالب الحجري خلال حديثه لـ “وجهات” بأهمية وجود ممثل اقتصادي في سفاراتنا في الخارج، من اجل التعريف بالسياحة والبيئة الاستثمارية التي تتمتع بها السلطنة. مشيرا الى ان ضعف الترويج احد التحديات التي تواجه القطاع السياحي، وان ضعف تدفق الأعداد السياحية الى السلطنة من أسباب تخوف المستثمر العماني للاستثمار في السياحة الترفيهية.
وطالب بأهمية وجود العارض العماني خلال مشاركاتنا في المعارض الدولية، حتى يعطي صورة اقرب للسياحة العمانية وان يكون المرشد عمانيا، سواء في الداخل او الخارج لانه اعرف بمقومات السلطنة السياحية. واكد على ان اسعار الغرف في السلطنة مرتفعة مقارنة مع الدول الاخرى المجاورة او حتى الاسيوية، لان صاحب المنشأة الفندقية يضع الاسعار من ذاته.
واضاف، انه من المهم ان نعمل استراتيجية طويلة المدى ولكن الاهم ان نعمل ايضا استراتيجية قصيرة المدى لهذا القطاع حتى نستطيع ان نرفع من مساهمته السنوية في الناتج المحلي الاجمالي الذي نأمل ان تصل الى اكثر من 7 في المئة في السنوات المقبلة وليس اقتصارها على 3 في المئة.
وقال علي بن سالم الحجري رئيس لجنة السياحة في الغرفة، انه من المهم ان تعمل السياحة في السلطنة طوال العام وليس الاقتصار على موسم واحد فقط، مشيرا الى ان صلالة تعد من المزارات السياحة الواعدة للسلطنة لتكون السياحة فيها على مدار العام وليس في موسم الخريف، بل ان السياحة الشتوية بدأت اليوم تأخذ طريقها بشكل جيد في المحافظة.
اشار الى انه من المهم ايضا ان نعمل على تعزيز السياحة في موسم الصيف على الشريط الساحلي من صور الى صلالة في ظل ان الجو يكون معتدلا هناك وبالتالي يتطلب ان نعمل على عمل جدول سياحي من خلال تفعيل البرامج السياحية والتعريف بذلك الشريط الساحلي المهم في فترة الصيف.
مشددا على اهمية اعطاء مساحة ترويجية اكبر لقطاع السياحة في السلطنة في المرحل المقبلة، خاصة وان محافظات السلطنة زاخرة بالمقومات السياحية وكل محافظة قد تمتاز عن الاخرى بمقوماتها، ومثال ذلك محافظة مسندم، التي تحتاج الى تركيز اكبر عليها في الفترة المقبلة، في ظل مقومات المتعدد والتي قد تختلف شيئا عن المحافظات الاخرى، ايضا، هناك الباطنة باوديتها وقلاعها وشواطئها، وهناك في الداخلية جبل شمس والجبل الاخضر، اما في محافظة الشرقية شمال وجنوب، هناك مكنونات سياحية متعددة، وكذلك الحال في الوسطى هناك الشويمية والدقم، بجانب الربع الخالي هناك صحارى جيدة وتصلح لسياحة المغامرات.
وقال الحجري، ان دور الاعلام بات دورا اساسيا، لتوصيل الرسالة عن القطاع السياحي في السلطنة بهدف التعريف بهكذا قطاع حيوي بات يشكل تنوعا في اجمالي الناتج المحلي للدول التي تبحث عن التنوع في مصادر الدخل.
وقال ان المشروع الذي تعمل عليه وزارة السياحة مع شركة الديار القطرية سوف يعزز القطاع السياحي في محافظة الشرقية وسيخدم العديد من المناطق السياحية هناك، وهي من المشاريع الجيدة التي تعزز وترفد هذا القطاع الحيوي. واشار الى ان جبل شمس والجبل الاخضر، يحتاجان الى ان نعمل عليها في الجذب السياحي في فترة الصيف اكثر منه في فترة الشتاء من اجل جذب السياح.
تحديات
قال علي الحجري، اننا ابرز التحديات التي نواجها ضعف الحملات الاعلامية لقطاع السياحة في السلطنة، وهو ما يتطلب تكثيف هذا الامر بشكل اكبر في الفترة المقبلة، حتى نعرف السياحة العمانية بين اقراننا الخليجيين والاوروبيين.
واشار الى انه لابد من وجود توافق فيما بين الشركات السياحية الكبيرة والاخرى من فئة الصغيرة والمتوسطة حتى يتم الارتقاء ورفع مستوى الشركات الصغيرة حتى تكون في ارتقاء دائم بما يعزز القطاع السياحي في بلادنا.
وان يتم احالة بعض الاعمال للمؤسسات الصغيرة حتى لا ييأس صاحب المؤسسة الصغيرة بانه يفقد العمل وان كل شئ تلتهمه الشركات الكبيرة، لذا يجب ان يتم تقاسم الاعمال في القطاع، حتى تتسع اعداد الشركات التي تعمل في القطاع ومتنوعة من كبيرة وصغيرة وان الكل يستفيد من فوائد السياحة.
واشار رئيس لجنة السياحة، الى ان وزارة السياحة ترحب بالجميع وتفتح ابوابها لكل المؤسسات، وانها فقط ترحب بالمستثمر الجاد الذي يعزز القطاع ويرفده بمشاريع، ان الوزارة تعمل على تطوير اشياء كثيرة في القطاع، وتسهل للمواطن.
وطالب الحجري، باهمية وجود ادارة عمانية في كافة الشركات، لان الادارة العمانية ستفكر بعدة انماط وليس على نمط واحد، في ظل اننا نحتاج الى سياحة متنوعة، لان وجود صاحب الشركة العماني سوف يعمل على توصيل العادات العمانية والتقاليد والصورة الحضارية الجيدة عن السلطنة سواء خلال مشاركاته في المعارض الدولية، او من خلال حتى وجود المرشد السياحي العماني الذي يعبر عن صورة انسان عمان.
متاحف
واكد علي الحجري ان مع وجود العديد من المتاحف في السلطنة، لكن هذه المتاحف لا تعمل بصورة جيدة، في استقبال اعداد كبيرة من الزوار، وهذا ليس من وزارة التراث والثقافة، وانما من ملاك المتاحف، في ظل النقص الحاصل في الادارة والترويج والتعريف بالمتاحف الموجودة.
وقال ان هناك عدد من المؤسسات لديها اخفاق في المستوى الذي تعمل عليه، بسبب ضعف الادارة في الشأن المالي غيره. واننا نعمل على تعزيز دور هذه المتاحف من خلال كيفية التغلب على مشكلاتها الداخلية حتى يمكن ان تثري القطاع.
كما اننا نسعى الى الدفع بشكل اكبر لدور الطيران العماني، خاصة ان تسويقه كبير جدا، كناقل وطني، وكيف يمكن ان يعزز هذا الناقل دور الشركات السياحية في الترويج عن نفسها على متن خطوط الطيران العماني.
وشدد علي الحجري رئيس لجنة السياحة في غرفة تجارة وصناعة عمان، على اهمية وجود العارض العماني للسياحة في المعارض الدولية ، وانه من الخطأ وجود عارض غير عماني في مشاركاتنا الخارجية، لانه يعطي صورة مغايرة عن عمان. كما انه من الخطأ وجود مرشد غير عماني داخل السلطنة ايضا، مشيرا الى عملية الارشاد مهمة جدا، ويجب ان المرشد اولا ان يدرك دوره، ويفهم مقومات السلطنة وتاريخها ما يسمح ان امرره الى السائح عن السلطنة، واين ابرز المواقع التي يجب ان يزورها السياح خلال وصولهم الى السلطنة. وانه على الشركات السياحية ان تسجل المرشد السياح العماني اولا، ليقوموا بعملية الارشاد، وهذه توجيهات يجب ان تقوم بها وزارة السياحة وايضا من غرفة التجارة والصناعة، خلال التقائها مع القطاع الخاص.
وشدد على اهمية وجود معاهد داخل السلطنة لتدريب الشباب على الارشاد السياحي، وكل ما يمكن ان يقدم للسياح، من عادات وتقاليد، وتاريخ عمان وما تزخر به بلادنا. وقال انه قبل خمسة عشر عاما كان لدينا مرشدين سياحيين عمانيين لكنهم تركوا المهنة وانتقلوا الى الوزارات، ولكن كان يجب ان اخذهم الى وزارة السياحة او البيئة او التراث والثقافة، كونهم اصحبوا بيت خبرة من مجال الارشاد السياحي.
استراتيجية السياحة
وقال، ان استراتيجية السياحة التي تضع لبناتها وزارة السياحة الان، نتطلع لان تحقق نقلة كبيرة في القطاع في المرحلة المقبلة. واشار الى انه من المهم الاستماع الى الجميع خلال وضع تصورات هذه الاستراتيجية، ومن ثم تتم فلترة الاراء، ووضعها في اطار الاستراتيجية.
واشار ايضا الى مراعاة ان تكون المنتجعات السياحية بعيدا عن التجمعات السكانية، لانه اذا ما اعطينا اليوم ارضا لبناء منتجع ما، نرى خلال سنوات قليلة زحفا سكانيا على مكان وجود المنتجع، وبالتالي يجب ان ينقل المنتجع وليس السكان، لذلك على وزارة الاسكان ان تدرس هذا الامر دراسة صحيحة، وتوضع له مخططات واضحة. لذك يجب ان تكون وزارة الاسكان شريك اساسي في وضع الاستراتيجية السياحية، لانه اذا ما اردنا ان نخطط لانشاء منتجع او فندق، فإن هذا يقع على وزارة الاسكان، وبالتالي لا يجب ان تنشأ منتجعات وسط احياء سكنية.
اسعار الغرف
واعترف علي بن سالم الجحري رئيس لجنة السياحة في الغرفة، قائلا: ان اسعار الغرف في السلطنة جدا مرتفعة مقارنة مع الدول الاخرى. مشيرا الى اننا نبحث عن السياح، وبالتالي علينا ان نقلل اسعار الغرف الايوائية، وكلما اوجدنا الغرف الجيدة والوجود تدفق سياحي بعدها ننظر في رفع الاسعار، ولكن ايضا ان تكون معقولة مقارنة مع الدول الاخرى.
وانه يجب على القطاع الخاص وايضا الحكومة دراسة امر اسعار الغرف المرتفعة، واننا حتى الان لم نجلس مع اصحاب الفنادق لتدارس اسعار الغرف، لانه يضع الاسعار من ذاته وليس هناك رقابة عليه من الجهات المعنية.
وشدد على اهمية اعادة ترتيب البيت من الداخل، حتى يتم تصحيح وضع اسعار الغرف المرتفعة جدا في السلطنة، ومن ثم نقيم ونحدد الاسعار لكل فئة. وان تكون الاسعار متوافقة مع ما هو موجود سواء من خدمات او الاكل او غيرها. وطالب اصحاب الفنادق بعدم استغلال السائح من خلال رفع الاسعار، لاننا نريد السائح ان يعود الينا مرة اخرى ومرات.
مكاتب تمثيل سياحي
واشار الحجري الى انه من الجيد في بعض الاحيان ان تكون هناك مكاتب تمثيل سياحي للسلطنة في الخارج، ولكن من الاهم ان تتواجد هذه المكاتب في سفاراتنا في الخارج، وتعيين عمانيين للقيام بعملية الترويج للسلطنة هناك كمملثين لوزارة السياحة في السفارة.
وانه يجب ان نكون شركاء وتحمل بعض التكاليف من اجل تأهيل المرشدين السياحيين او المروجين لنا في الداخل او الخارج وان على الحكومة والقطاع الخاص تحمل جزء من تكاليف الحملات الترويجية، في الخارج، حتى نوصل رسالتنا الى الخارج.
واكد انه من الاهمية التركيز على السياحة الداخلية، لانها هي الاساس للنجاح، لان السياحة الخارجية يمكن ان نفقدها او نتأثر بتراجعها في اي وقت، لكن السياحة الداخلية هي من يبقى لدينا، لذلك علينا الاهتمام السياحة الداخلية المحلية وايضا الخليجية، بشكل اكبر، لانه ركيزة اساس لمرحلة مهمة. وبالتالي علينا وضع استراتيجية لها، اي السياحة الداخلية، من خلال اعطاء وعي عن السياحة الداخلية واهميتها لكل انسان ووضع اسعار جديدة لها، وعلينا ان ندخل السياحة في المناهج الدراسية وفي كلياتنا وجامعاتنا حتى يتهيأ المجتمع بكافة اطيافه لهذا القطاع الواعد.
وعلينا ان ركز على ان يتعرف السياح على كل المواقع السياحية في السلطنة، ويمر عليها وليس الاقتصار على مواقع محددة مثل صلالة او مسقط، ولدينا في السلطنة مواقع عديدة يجب ان يتعرف عليها السياح.
سياحة ترفيهية
وقال سالم الحجري، ان البنية الاساسية لقطاع السياح الترفيهية تحتاج الى استثمار قوي، واستثمار خارجي اكبر من الداخلي، خاصة في ظل وجود تخوف من المستثمر المحلي للاستثمار في الداخل، ولعل من اسباب التخوف ضعف الاعداد السياحية للسلطنة، وبالتالي علينا ازالة الخوف عن المستثمر، من خلال جذب الافواج السياحية للسلطنة، وان ما نراه من مهرجانات في صلالة في موسم الخريف فهذا ليس مهرجان حقيقي بقدر يشبع رغبة السياح، وهي ضعيفة ومملة للغاية، ونتوقع ان تقل الاعداد السياحية في موسم الخريف في السنوات المقبلة، لعدم القدرة على التطوير وتوفير البنية الترفيهية للسياح وخاصة للاطفال والعائلات.
واشار، الى ان الشركات المحلية لا يمكن ان تستثمر كما ما يستثمر من قبل الشركات المحلية في دبي على سبيل المثال في السياحة الترفيهية، وبالتالي علينا ان نستقطب الشركات الكبيرة التي يمكن ان تضخ الاموال في هكذا استثمار.
دور السفارات
وعن دور السفارات في التعريف بالسياحة في الخارج، قال رئيس لجنة السياحة في الغرفة: انه لابد ان نرفق او نلحق بالسفارات شخص اقتصادي، او الحاق اشخاص دبلوماسسين لديهم فكر وتخصص اقتصادي. وضرب الحجري مثلا بوزير السياحة، الذي كان سفيرا في فرنسا، واليوم هو وزيرا للسياحة. وهو ما نبحث عنه اليوم لوجودهم في السفارات بحيث يكون شاملا والا يقتصر على شخص دبلوماسي فقط.
بوابة شمالية وجنوبية
وحول النظرة المستقبلية لبوابتي السلطنة مسندم في الشمال وظفار في الجنوب، ليكونا دعامة للقطاع السياحي مستقلا، قال الحجري، ان هذين المكانين مهمين للقطاع السياحي في السلطنة، وانه رغم وجود عدد من التدفق السياحي عبر السفن، الا ان هؤلاء السياح غير مستفاد منهم حقيقيا، لان الفنادق لا تستفيد من سياح السفن، ولكن فقط هناك استفادة بسيطة، بينما مسندم اليوم تستفيد السياح القادمين من الامارات وخاصة من دبي، رغم شكاوى العراقيل في المراكز الحدودية. وعلينا استغلال هاتين المحافظتين الاستغلال الامثل، في المستقبل، كما انه علينا استغلال منطقة الدقم سياحيا، لان السفن التي تأتي الى الدقم تشكل افواج سياحية، لان السائح الذي يأتي عبر السفن التجارية، ويتوقف يوم او ساعات يريد الخروج من المكان الذي فيه، وبالتالي علينا استغلال ذلك سياحا، وعمل جولات سياحية لهم في الوسطى.
برنامج سياحي
واكد الحجري انه من الاهمية ان نعمل جدول محدد لشركات السياحة، وعمل جدول مثل خطوط الطيران، بحيث يتم الاستفادة السياح القادمين الى السلطنة، وعدم ارتباط السياح بمواقع محددة فقط في الداخلية او الشرقية او مسقط، بل لدينا مواقع عدديدة منها الرستاق وعبري وصحار والوسطى وبالتالي يجب ان نضع جدولا للسياح حتى يتم اطالة المدة الزمنية للسياح في السلطنة.
استراتيجية 2040
وعن وتصوره لقطاع السياحة في استراتيجية 2040، قال الحجري، ان هذه الاستراتيجية طويلة المدى، ولكن علينا ان نضع اولا استراتيجية قصيرة المدى لهذا القطاع، ولا شك ان استراتيجية 2040 جيد ان نعمل عليها كنظرة بعيدة، ولكن اولا ان نضع استراتيجية لخمس سنوات لنتعرف على ما نريد من هذا القطاع السياحي، حتى انعاش السياحة، حتى نصل الى استراتيجية طويلة المدى. ونحن نحتاج الى اشياء بسيطة لتطوير السياحة حتى يحس بها المواطن، ويعمل كشريك اساسي في الدفع لهذا القطاع.
واشار الى اننا نتوقع ان تكون نسبة مساهمة قطاع السياحة بشكل اكبر في الناتج المحلي الاجمالي لتصل الى 6 و 7 في المئة، مع قرب انتهاء استراتيجية 2020، حيث امامنا قرابة اربع سنوات وبامكاننا ان نحقق الشيء الاكبر في هذه المرحلة .