وكان: هدى الفزارية
كانت الساعة تشير الى بدايات اشراقة شمس الصباح، رحلتنا في ذلك اليوم في الأساس رحلة عمل إلى ولاية نخل، إحدى ولايات محافظة جنوب الباطنة التي تقع في الجزء الشمالي من السلطنة، وبالتحديد إلى مدرسة وادي مستل وهو أحد أودية ولاية نخل.
طبيعة ساحرة
يتميز وادي مستل بطبيعة ساحرة بديعة تزدان مدرجات قراه خلال فصل الصيف من كل عام بثمار الخوخ والعنب والرمان الجبلي والمشمش والتين الأسود الحلو المذاق، بالإضافة إلى أشجار البوت التي تجود به قرى الوادي، فهو مزار طبيعي، ووادي مستل أحد الأودية الخصبة التي تشتهر باعتدال الطقس فيها خاصة في القرى الجبلية المرتفعة مثل قرية “وكان” التي تقع على ارتفاع يصل 495 مترا عن سطح البحر، وتبعد عن ولاية نخل مسافة تصل 33 كم.
كانت الأمنية بعد العمل، زيارة قرية “وكان” السياحية التي تبعد عدة كيلو مترات عن المدرسة.
“وكان” القرية الهادئة، تنزوي وسط سلسلة من الجبال الشاهقة التي تتبع سلسلة جبال الحجر الغربي لتسحر الناظرين بطبيعتها.
موقع وطقس
تقبع القرية في أقصى ولاية نخل، على سفح الجبل الأخضر، وهي آخر قرية في وادي مستل.
الجو هنا معتدل معظم اوقات السنة، ونادرا ما تزيد درجة الحرارة عن 30 درجة مئوية، بينما يكون الطقس بارداً في الشتاء، قد تصل درجة الحرارة إلى دون الصفر أحياناً، لذا تنمو فيها محاصيل متنوعة مثل الخوخ والمشمش والرمان والعنب والتفاح والبقوليات وغيرها.
واهتماماً من الدولة بقرية “وكان” قامت بعمل مشروع سياحي لتجميل القرية، لكن المشروع توقف ولم يستأنف.
القرية تفتقر لوجود شارع معبد، حيث أن الشارع المعبد يبعد عن القرية 10 كيلومترات، كما أنها تفتقر للخدمات التي يبتغيها السياح، حيث لا يوجد أي مطعم أو مقهى أو دورة مياه أو إرشاد سياحي، كما أن شبكة الاتصالات فيها ضعيفة جداً.
طريق مدرج
ومن منجزات المشروع – غير المنجز- تم إنشاء طريق يتألف من 700 درجة صاعدة إلى القمة، والطريق محاط بسياج حماية، ويحتوي على مناطق الخدمات؛ بالإضافة إلى أبراج مشاهدة على شكل قلاع ومظلات وبعض المجالس، بالإضافة إلى مركز استراحة يشرف على القرية والمدرجات.
كما يمر الفلج الهابط من أعلى القرية باتجاه المدرجات الزراعية بهذا الطريق، وقد تم استخدام المكونات الطبيعية في بناء الطريق، ويوجد مسار جبلي يربط القرية بالجبل الأخضر لمحبي رياضة المشي، وتستغرق مدة الوصول الى الجبل تقريبا الثلاث ساعات. وأهم القبائل التي تسكن في القرية قبيلة العرفاتي والمياحي وعدد الأسر قليلة هناك وكثيرا منهم نزحوا إلى ولاية نخل لقلة الخدمات.
روافد سياحية
وتبعد القرى المجاورة لقرية “وكان” في وادي مستل الجبلية، عن مركز الولاية بحوالي 25 كيلو مترا ، وتعد من أروع المزارات السياحية، ورافدا من روافدها فهي تحتضن الجبل الأخضر من الجهة الشمالية وتتميز عن غيرها من المناطق السياحية بجوها البارد خلال السنة، وهي قرى حدش والهجار والقوره والخضراء والخدد، وقرى وادي بني حراص وجميع هذه المواقع تزدهر بالمنتجات الزراعية ومنها: الرمان، الخوخ، العنب، المشمش، الجوز، والسفرجل. وغيرها من المحاصيل الزراعية كالزعفران والثوم والبصل واللوبيا كذلك تربية نحل العسل ويوجد بها العديد من العيون المائية المتدفقة طوال العام.
والزائر لهذه القرى يجد لذة التمتع والتجوال في مدرجاتها الخضراء وما وهبه الله لها من مقومات سياحية فهي تجمع الطابع الجبلي السهلي وتحوي من الشواهد التاريخية ما يدل على عراقة تاريخها الشامخ .