الطيور والشواطئ وحديقة الصخور.. مفردات الثراء السياحي للدقم

 

كتب – محمد الشيزاوي /

تمتلك ولاية الدقم العديد من المقومات السياحية التي تجعلها محط أنظار السياح في ذلك الموقع الرائع على ضفاف بحر العرب حيث تعزف الطيور أشجى ألحانها.

وتشكّل حديقة الصخور أحد أبرز المفردات السياحية للدقم، وهي موقع جيولوجي نادر  تعمل هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على المحافظة عليه وتطويره وتوظيفه سياحيا؛ انطلاقا من قيمته التاريخية بوصفه معلما يحتضن مجموعة متنوعة وثرية ونادرة من الصخور ذات التكوينات التي تحاكي الانسان والطبيعة وترسم لوحة جمالية وفريدة من نوعها.

 

تضاريس متنوعة

وتتميز شواطئ الدقم بتضاريسها المتنوعة؛ فتجدها تارة رملية كما هو الحال في قرية “نفون”، وتجدها تارة أخرى جبلية تعانق زرقة البحر كما هو الحال في رأس الدقم ورأس مركز ورأس مدركة، ويشكّل هذا التنوع الفريد لوحة جمالية تضاف إلى جمال الطبيعة الأخّاذ، والنسيم البارد في ساعات الصباح الأولى وعندما تهمّ الشمس بالرحيل، والمناخ المعتدل على مدار العام، ومحمية المها العربية القريبة من الدقم حيث تلهو المها مع صغارها وحيث يسابق الغزالُ الريحَ في صحراء توفر له الدفء والأمان .

وفي رأس الدقم ورأس مركز ورأس مدركة سحر وجمال لا يمكن للغة أن تصفه، وفي قرى الصيادين مثل “نفون” و” شوعير” تستمع إلى حكايات الصيادين اليومية مع البحر والأسماك الطازجة المتجهة إلى مناطق متعددة في السلطنة وتواصل رحلتها إلى دول الخليج وأوروبا.

في هذه الطبيعة الساحرة والأخّاذة تنهض مدينة صناعية يتم تأسيسها على أساس التوافق مع البيئة من حولها، فلا تطغى هذه على تلك، فهناك مساحات فاصلة بين منطقة سياحية يرتادها الناس للراحة والاستجمام وبين منطقة صناعية تستقبل السفن وآلاف العاملين من عمان ودول أخرى في شرق العالم وغربه يعملون معا لتحقيق رؤية السلطنة في جعل المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم واحة للاستثمارات المحلية والأجنبية وإحدى آليات تنويع مصادر الدخل القومي وتوفير فرص العمل المشجعة وتنمية مدينة الدقم التي تبعد نحو (550) كيلومترا عن مسقط.

 

مشروعات سياحية

وانسجاما مع الطبيعة الساحرة تشهد الدقم تنفيذ العديد من المشروعات السياحية التي تعزز من إمكانات المنطقة وقدراتها في استقطاب السياح والمستثمرين، وقد عملت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على تجهيز المنطقة السياحية وتزويدها بكافة مرافق البنية الأساسية من كهرباء ومياه وطرق واتصالات، وتبلغ مساحة المنطقة السياحية (25) كيلومترا مربعا بواجهة بحرية تمتد لنحو (16) كيلومترا.

ومع الأهمية المتزايدة لقطاع السياحة والدور المنتظر من المرافق السياحية في تحقيق تطلعات السكان ومواكبة النمو في القطاعات الأخرى بالمنطقة قامت هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بإعداد مخطط للتصميم العمراني لتطوير المناطق السياحية والتجارية والخدمية ضمن الحيز الحضري لمدينة الدقم الحديثة وضمن الشريط الساحلي، ووفقا لهذا المشروع تم توفير العديد من المواقع الاستثمارية بمساحات مختلفة لإنشاء فنادق ومنتجعات شاطئية، كما عملت الهيئة على تحسين فرص الوصول الى المنطقة من خلال استكمال أعمال إنشاء وتشغيل مطار الدقم الإقليمي الذي شهد في 23 يوليو 2014م هبوط أولى الرحلات الجوية بين مسقط والدقم بواقع (4) رحلات أسبوعيا وهو إنجاز آخر للهيئة بعد جهودها في تشغيل مطار جعلوني بولاية هيما المتاخمة للدقم وكان ذلك في نوفمبر من عام 2012م.

 

فنادق واستراحات

حاليا توجد في المنطقة عدة فنادق واستراحات سياحية تم إنشاؤها خلال السنوات القليلة الماضية من بينها فندق كراون بلازا ذو الـ (4) نجوم وفندق المدينة ذو الـ (3) نجوم اللذان تمتلكهما شركة عمران للتنمية السياحية، كما قامت مجموعة محمد البرواني بإنشاء فندق “بارك إن” وهو عبارة عن مجموعة من الشاليهات والاجنحة والمطاعم، وهناك مشروعات أخرى يتم تشييدها حاليا مثل “مدينة واجهة الدقم” التي أُنجزت مرحلتها الأولى وتم البدء في المرحلة الثانية التي تضم وحدات سكنية متنوعة ومركزا تجاريا ومرافق رياضية وترفيهية مختلفة، كما تقوم شركة المدينة العقارية بتنفيذ مشروع سياحي متكامل يشتمل على مركز تجاري وشقق فندقية ومجمع سكني وملعب جولف.

والمستقبل يحمل الكثير من الطموحات للقطاع السياحي حيث تعمل هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على استكمال إنشاء وتشغيل رصيف السفن السياحية وسفن النقل البحري ضمن الرصيف الحكومي لميناء الدقم، وفي الوقت نفسه تقوم الهيئة بإعداد وتنفيذ برامج ترويج وتسويق سياحي للمنطقة بهدف إبرازها على المستويين الوطني والإقليمي، وعقد شراكات مع منظمي الرحلات السياحية على المستويين المحلي والإقليمي من أجل زيادة أعداد السياح القادمين إلى المنطقة ورفع نسبة الإشغال الفندقي طوال العام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*