أمير الإنسانية في بيت الحكمة العمانية

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي 

نتذكر الكويت منذ زمن بعيد، حينما كنّا صغارا لا نزال لم ندخل مدارسنا قبل عهد النهضة المباركة، حيث كان الأباء يرحلون إليها بحثا عن لقمة العيش.

كان آبائنا يسافرون إلى الكويت عبر البحر يعيشون فيها سنوات وأشهر طويلة كون الحياة هنا لا تزال لم تشهد النهضة الحديثة بقيادة مولانا جلالة السلطان المعظم، امد الله في عمره بالصحة والعافية، فقد كنّا نحن أطفالا ننتظر عودة آبائنا بعد سنوات غربة وعناء.
اليوم شهدت دول الخليج نهضة كبرى تحققت بفضل ما انعم الله به عليها من خيرات النفط التي أنعشت حياة الانسان والأرض وعمرت كل شىء هنا وهناك.
وعاد العمانيون بعد فجر النهضة ولبى الشعب نداء القائد للعودة إلى أرض الوطن، للمشاركة في البناء والتنمية، وعادت قوافل العمانيين من الكويت والبحرين والعراق وقطر والسعودية ليبدأ كل منهم حياة أخرى على أرض بلادهم.
وعمل كل منهم في مجالات مختلفة وشاركوا في بناء مؤسسات الدولة وساهم كل منهم في البناء حتى أشرق فجر جديد على عماننا.
وازدادت العلاقة بين العمانيين والكويتيين أكثر رسوخًا بفضل حكمة قيادتي البلدين وتوطدت الاستثمارات وأخذت تنمو يوما بعد يوم نظرا لان عمان أرض خصبة للمستثمرين كافة، لذلك بات المستثمر الكويتي يبادر يوما بعد يوم في اقتناص الفرص الاستثمارية في العقارات والطاقة والسياحة وعديد المجالات التي تحقق له عوائد مجزية.
وسياسيا كان التوافق كبيرا بين القيادتين حتى أصبحت مسقط والكويت تسيران على نهج متوحد لاحلال السلام والاستقرار في المنطقة والعالم إدراكا من السلطان قابوس المعظم وأخيه أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد ان العالم يجب ان يستقر من اجل تعمير الأرض والعيش في سلام بعيدا عن الحروب.
لذلك توحدت النظرة العمانية والكويتية من أجل تعزيز فرص احلال السلام في اليمن وليبيا وغيرها من المناطق التي يتنازع فيها الطامعون لغير الاستقرار والسلام.
لذلك فإن زيارة الشيخ صباح الأحمد الى مسقط قد تضع النقاط على الحروف في كثير من المسائل التي تعقدت بين الاشقاء خاصة في اليمن وتدخل ايران في قضايا المنطقة مستغلة ضعف البعض وتضعضع الشأن الداخلي في بعض الدول مما اسهم في بث الفتنة بين عدد من مكونات اليمن.
ولا نشك في أن قدرة القيادتين العمانية والكويتية في إمكانية ترسيخ السلام ولعب دور أساس وهام في هذه المرحلة التي تتطلب تكاتف الجهود وتنازل بعض القوى من أجل إعادة الأمن والسلام في منطقة الخليج التي يسعى الغرب لملياراتها ونفطها .
لذلك أن زيارة الشيخ صباح الأحمد تأتي في وقت اكثر حساسية من اي وقت خاصة مع تولي ترامب كرسي الرئاسة في الولايات المتحدة الامريكية وإمكانية تغير سياسة أمريكا تجاه المنطقة بخلاف السنوات الماضية.
إن المحللين والمراقبين يترقبوا بيان ختام من قمة مسقط خاصة بعد زيارة الرئيس روحاني إلى قبل زيارة أمير الكويت والتي يتطلع الكثيرون إلى نقلة نوعية وحقيقية في مستوى العلاقة بين دول الخليج وإيران وان تتوافق الرؤى بين الأطراف كافة من أجل استقرار عام.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*