يكتبه: سليمان بن سعيد العبري|
تعد محافظة الظاهرة، الوجهة السياحية الأكثر تميزاً وتعدداً للمعالم السياحية في سلطنة عُمان، ومن يقترب من المحافظة سيكتشف كنوزها العظيمة ومعالمها الرائعة والمتميزة التي قد لا تتضح لعامة الناس بشكل واضح بسبب اتساع مساحتها وترامي أطرافها.
ويجد الزائر إلى المحافظة الكثير مما يميز كل موقع عن الآخر في كل مدينة من مدنها بل وفي كل قرية من قراها وإذا أردنا حصرها بالتأكيد لن نحصيها في مقال فتحتاج كل بقعة فيها لمقال لكن من يقوم بزيارتها لأيام ويقوم بجولة استكشافية سياحية سيكتشف الكثير والكثير وسيحتاج أياماً أخرى ليستكمل جولته السياحية.
من أهم ما يميز محافظة الظاهرة عامة وولاية عبري خاصة تاريخها العريق من آثار ومعالم وأعلام على سبيل المثال أبرزها ما هو معروف عالميا آثار بات وآثار وادي العين التي سجلت ضمن التراث العالمي بمنظمة اليونسكو بالأمم المتحدة لثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد ومعالم اخرى منذ صدر الإسلام للدعوة التي وجهها الرسول صلى الله عليه وسلم ولا تزال الآثار باقية لليوم بمدينة الغبي الأثرية التي كانت عاصمة الظاهرة وتسمى أرض السر وكانت مركزا سياسيا هاما عبر الزمن وما تحتويه من جوامع ومساجد وحصون وابراج وحارات وسوق كبير ومزارع كثيرة كلها آثار تاريخية لاتزال أغلبها قائمة المعالم تستحق الترميم كمدينة أثرية خاصة لتصبح مزارا سياحيا وبداخلها الخدمات اللازمة التي تخدم السياح.
وفي محافظة الظاهرة الكثير من الحصون والقلاع كحصن عبري وحصن العراقي وحصن الغبي وحصن الأسود وقلعة السليف وبيت المراح والكثير في القرى والبلدان وكذلك الحارات القديمة وكانت بعضها مقر حكم دولة النباهنه وبعدهم دولة اليعاربة وبعدها دولة آل بوسعيد وقد روت كتب التاريخ عن الظاهرة عبر الزمن فهذا من الجانب التاريخي والتراثي، اما جانب الطبيعة الخلابة والإطلالات الرائعة فقمم جبل السراة الغني عن التعريف من القمم الأعلى على مستوى دول الخليج العربية ويتميز بإعتدال الجو صيفا والبرودة العالية شتاء وقد شُقّت إليه طريق من طريق وادي العين مرورا بجبل شمس بولاية الحمراء وصولا لجبل السراة وحينما تصل لتلك القمم تشعر وكأنك في عالم آخر من الجمال الذي لا يوصف وتشاهد منه قرى الظاهرة هنا وهناك من إطلالته الغربية اضف الى ذلك وجود جبال أخرى جميلة مختلفة الإرتفاع والتضاريس بمختلف ولايات المحافظة ومن التنوع في الجانب الآخر تجد الصحارى الممتدة بتلالها ورمالها الذهبية وأجملها رمال الصفا واحيانا تتجمع البرك المائية الجميله التي تتميز بها المحافظة عن غيرها ورمال مسروق وطريق الربع الخالي المنفذ الحدودي مع المملكة العربية السعودية تشاهد جمال الطبيعة الرملية وهي تتشكل بتشكيلات فنية رائعة أبدع المصورون في إلتقاط الصور الجوية على امتداد التلال الرملية.
إن محافظة الظاهرة تاريخ وحضارة ومستقبل واعد في كل المجالات ففي المجال الاقتصادي والتجاري مضرب الأمثال لقوة سوقها وتجارتها لهذا سماها المؤرخون القدامى معبر القوافل التجارية وما زالت بنفس الأهمية بل تطورت وازدادت الاهمية بفتح المعابر الدولية للمملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة وارتباطها بمحافظات السلطنة الشمالية والجنوبية.
خلال زيارتك المطولة لمحافظة الظاهرة ستكتشف الكثير وتتعجب لما ستشاهده لأول مرة حتى لو انت من أبناء المحافظة فهذا ما صرح به أعضاء المجموعات السياحية العمانية التي تشرفت بصحبتها لزيارة ولاية عبري لعشرات من الأخوة على مدى يومين كل مجموعة واليوم نوجه الدعوة لزيارة محافظة الظاهرة وكذلك نوجه الدعوة العاجلة لأبناء المحافظة لزيادة الخدمات الأساسية التي يحتاجها السياح وأن تكون متوزعة كل يعمل ويطور بلدته وقريته سياحيا لتكون كل قرية وكل بلدة وجهة سياحية مكتملة الخدمات، فليس شرطا أن تتركز الخدمات فقط في المدن فالاماكن الطبيعية طبعاً هي الأهم والأولى والأجمل لإقامة فنادق ومطاعم ومقاهي واستراحات على مرتفعات عالية مطلة على الأودية والعيون والبرك المائية وعلى الواحات الخضراء والبساتين والمزارع تسعد النفس وتبهج الروح وتجذب السياح طوال العام وتنشط السياحة الداخلية وتستقطب السياح الأجانب وتسهم في توفير فرص العمل ومصادر الدخل للفرد والاسرة وتشجيع الحرفيين والمنتجين واعادة الأسواق الاثرية المهجورة إلى سابق عهدها بإدارة العمانيين وبالمنتجات العمانية وجهود الشباب العماني كما هو أثبت نجاحه وبقوة في بعض الولايات العمانية كما علمتم وشاهدتم ونأمل أن يكون عام 2024 عام التغيير والانطلاقة لمحافظة الظاهرة عامة سياحيا لتسجل ضمن البرامج السياحية لجميع الشركات السياحية التي تستضيف الأفواج من مختلف دول العالم.
لقد آن الأوان لتوجيه البوصلة السياحية لمحافظة الظاهرة حتى تصبح عاصمة السياحة العربية في القريب العاجل لاسيما وإنها ملتقى الطرق الدولية طوال العام ولها مستقبل واعد سياحيا واقتصاديا وتجاريا وصناعيا وقريبا الانطلاقة بجهود أبناء الوطن في مختلف المجالات وكل القطاعات ولعل القطاع السياحي هو المحرك الأول والمشجع لكل القطاعات وعلى بركة الله.