يكتبه: د. رجب العويسي|
تحتفل سلطنة عُمان في الثامن عشر من نوفمبر بعيدها الوطني الثالث والخمسين المجيد تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، حفظه الله ورعاه، وقد تحقق من المنجزات ما يفخر به كل مواطن على هذه الأرض الطيبة.
لقد نال قطاع السياحة نصيبه من الاهتمام السامي؛ نظرا لما تمثله السياحة من أهمية في مسار التنويع الاقتصادي وتحقيق استدامة اقتصادية متوازنة، في ظل الميزة التنافسية والنسبية التي تتميز بها سلطنة عُمان، والمقومات الأمنية والجيوسياسية الداعمة لاقتصاد السياحة، لذلك وضعت رؤية عُمان 2040 في أولوياتها توظيف هذه الفرص السياحية الاستراتيجية الطبيعية والتراثية والمتجددة.
وأثمرت الفترة السابقة عن مزيد من الاهتمام بقطاع السياحة، واتخذت الحكومة جملة من الإجراءات المعززة للاستثمار السياحي من خلال تبسيط الإجراءات، ومنح التسهيلات، وعقد المؤتمرات الدولية للتعريف بالفرص السياحية في سلطنة عُمان، ومنح التأشيرات السياحية لما يقرب من 103 دول حول العالم، بما يعزز من فرص السياحة الوافدة كرافد سياحي نشط، بالإضافة إلى التوجه الوطني نحو تعزيز المهرجانات السياحية بالمحافظات في إطار تمكين المحافظات من التثمير في الموارد السياحية واستغلال المواسم كميزة تنافسية تعزز من السياحة الداخلية.
وشكل صدور قانون السياحة بالمرسوم السلطاني رقم (69/ 2023)، إضافة نوعية للسياحة العمانية وخارطة طريق لتوجيه بوصلة التطوير السياحي وفق مبادئ مساري السمعة والضبطية السياحية ؛ حيث منحت المادة (7) وزارة التراث والسياحة – الجهة المعنية بالشأن السياحي- مسؤولية التنسيق مع الجهات المعنية بتحديد وحصر المناطق السياحية والمواقع السياحية فـي سلطنة عُمان؛ وبمتابعة اكتشاف المناطق والمواقع الجديدة القابلة للاستغلال السياحي، وفقا للميزات النسبية والتنافسية للمحافظات؛ كما وتتولى الوزارة الإشراف على استغلال وتنظيم المناطق والمواقع السياحية التي تم تحديدها وتطويرها والتنسيق مع الجهات المختصة لترويج استغلالها واعتماد الخطط اللازمة لذلك وفق الضوابط التي تبينها اللائحة.
وتحقيقا لما نصت عليه المادة السابقة، جاء قرار مجلس الوزراء بتحويل وادي شاب إلى منطقة سياحية، خطوة إجرائية مهمة في سبيل تعظيم السياحة الداخلية وتوظيف هذه البيئات النوعية كنماذج لوجهات سياحية عالمية مستديمة، سوف تضيف إلى الخريطة السياحية العمانية فرص التنوع والابتكارية والتجديد.
أخيرا، تبقى هذه الموجهات وغيرها كثير مما لا يسع المجال لذكره، محطات مهمة في طريق التطوير السياحي، تعكس جدية سعي الحكومة نحو تعظيم صناعة اقتصاد السياحة.