وجهة نظر | السياحة إبداع وليست تقليداً 

بقلم: د. خالد بن عبدالوهاب البلوشي | يعشق البشر كل ما هو جديد وغريب قد يكسر رتابة الحياة ويظهرها بصورة جديدة أفضل، فنجدهم دائما ما يسارعون إلى التقليد بهدف مواكبة العصر والحداثة من دون مراعاة للحد الأدنى من قواعد التغيير وهي الحفاظ على هويتهم.
يظن البعض انه بتقليدنا لأمر ما أو نشاط ما يحدث في مكان ما من العالم أنه من السهل بل وجوب تقليده في الوطن. والحقيقة أن الأمر يصبح أسوأ  عندما تتبنى مؤسسة عامة أو خاصة هذا النهج الذي يجعلنا نسخة مكررة باهته عن الأصل الذي لاينتمي لنا أصلا.
وتفقد حينها الهوية أو المعلم السياحي أو المنتج شخصيتها الأساسية مختبئة خلف هوية إن صح الأمر لا تمت لنا بأي صلة.
لذلك يتوجب أن تحافظ كل معالمنا السياحية على هويتها كاملة خاصة القرى العمانية والبيوت والحواري في مسقط ومطرح ونزوى وصلالة ومسندم وصور وغيرها من المعالم السياحية بالسلطنة.
إن طمس الهوية من أجل دوافع اقتصادية لن يأتي بأي نفع على الوطن فهناك أجيال قادمة تريد أن تعرف من هي، فمن ليس له ماض ليس له حاضر .
سياحة القص واللصق ليس ما ندعو إليه وتشبيه كل معلم سياحي بنظير له في دولة ما ونقد واقع الحال السياحي  وجلد الذات حتى نصبح نسخة من دون حياة أو معنى وهذا طبعا ليس بالأمر الحميد.
سياحتنا ذات هوية خاصة بها ولدينا من العقول التي تقدر على الإبداع في هذه الصناعة من دون أن تركن إلى أي تقليد ليس ذَا معنى، جُل ما تحتاجه هو ان يؤمن بها أصحاب القرار.
للأسف وعلى سبيل المثال تجد هناك منتجات ليست عمانية تباع في الأسواق المحلية والتي تستقطب خاصة فئة سياح السفن وهي تقليد لمنتجات لا تمت لنا بأي صلة.
لندع الأفكار السياحية المبدعة ان تنطلق مهما كانت بسيطة فالسائح الزائر يبحث عن كل ما هو جديد محافظ على هويته المحلية حتى يحتفظ به وعلى عبقه التاريخي من الدولة التي زارها.
فعلينا ان نسلك طريق الإبداع وليس التقليد، فكم من أمة تتمنى أن تصبح مثل عُمان.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*