بقلم: يوسف بن احمد البلوشي | كانت الخطوط عريضة والجهود كبيرة في بناء أول استراتيجية للسياحة العمانية، وانتظر كثيرون تفعيل وإعلان تدشين خطة استراتيجية السياحة 2040. إلا أنه يبدو ستكون الاستراتيجية حبيسة الإدراج لسنوات مقبلة نظرا للظروف الاقتصادية التي تسبب فيها انخفاض سعر برميل النفط. وباتت ميزانية الدولة تعاني كثيرا مع تراجع إيرادات البلاد، رغم ان التصاريح التي يعلن عنها المسؤولون ان السياحة قطاع واعد ومستقبله كبير لتنويع مصادر الدخل.
لكن حينما تأتي على أرض الواقع تجد شيء آخر حتى انه تم التوجيه لإيقاف اية مشاريع للتطوير من قبل الحكومة لقطاع السياحة حتى وقت آخر لعل وعسى تعود أسعار النفط لعهدها أو قريب منه.
منذ سنوات طويلة ونحن نقول بأن السياحة قطاع واعد للتنويع الاقتصادي ويجب على الحكومة أن تضخ الأموال لتنمية هذا القطاع وتحسين البنية الأساسية له من أجل توفير الخدمات للسياح وتعزيز القطاع الفندقي وفتح الاستثمار للمستثمرين من أجل الدخول إلى أرض السلطنة للاستثمار كونها لا تزال بكرا وذات ميزة كبيرة قادرة على جذب المستثمرين في ظل المقومات السياحية والجغرافية المتنوعة.
بجانب التسويق للسياحة في البلدان المصدرة للسياحة ورغم أن جهود وزارة السياحة حققت النجاحات في هذا لكن القدرة المالية لاتزال ضعيفة لبناء ترويج وتسويق حقيقي ينعش القطاع ويزيد من عدد السياح، مع أهمية فتح التأشيرات للسياح من دول متنوعة التي نستطيع من خلالها أن نحقق عائدات كبيرة مثال السوق الصيني والروسي.
اليوم استراتيجية السياحة رغم الإعلان عنها ومباركتها من قبل مجلس الوزراء لكن سيكون وضعها مع وقف التنفيذ حتى إشعار آخر.
إن هكذا خطط وبرامج يفترض أن تكون ميزانياتها موجودة من قبل أن نبدأ أية خطوة لوضع استراتيجية أو خطة، ولكن أن نضع الخطط ومن ثم نتفاجأ بأنه لا توجد موازنة موجودة لتنفيذ هذه الخطة أو الإستراتيجية وبالتالي تركن في أحد الأدراج حتى إشعار آخر يمكن الوزير المشرف عليها أو الوكيل قد ترك منصبه وبالتالي يأتي مسؤول آخر قد يرى أن تلك الاستراتيجية لا تصلح وتحتاج إلى دراسة جديدة وإعادة نظر من جديد.
وهكذا تصبح الاستراتيجية محلك سر ومقفل عليها في مخزن من المخازن يأتي عليها الغبار لفترة من الزمن حتى تعود أسعار النفط الداعمة لخططنا التنموية إلى مكانها السابق.
ان هكذا عمل لا يستطيع ان يبني مشاريع تنموية رغم اننا ندرك أن هناك أولويات في التنمية ولكن يجب أن ندرك أن السياحة جزء من تنويع اقتصادي مهم ويوفر مبالغ بحيث بالإمكان أن تغذي السياحة نفسها بنفسها إذا ما فتحت أبوابها للمستثمرين وسهلت التأشيرات للسياح من أوروبا وآسيا وروسيا وللمقيمين في الدول المجاورة الذي يجب أن نستفيد منهم كما تستفيد أسواقهم منا مع نهاية كل أسبوع أو مع كل إجازة.