يكتبه: د. رجب العويسي|
السياحة، ميزة تنافسية في ارتباطها بالإنسان والأرض والطبيعة والجمال، وفي انتصارها لمبادئ التجديد وقيم المسؤولية والأمان وصدق العمل، وسنتها التي تقوم على صناعة الفرص وإنتاج المواقف وإعادة رسم مسارات التحول، مساحة أمان للنفس، وفرصة لالتقاط الانفاس، وإعادة التفكير في أبجدياتها الجميلة، والاستمتاع بتفاصيلها المكانية الخلابة.
وفي عالم الفضاءات المفتوحة سريع التغيير بما يحمله من مطبات ومتغيرات، ومواقف وتعرجا، وهواجس وأحداث، تشكّل في أحايين كثيرة خطرا على القيم والهوية والمشتركات الإنسانية، ظلت السياحة مدد يحفظ مساحات الأمان في حياة الانسان، وتعيد تشكيل موقعه في هذا العالم، تحفظ وده، وتؤصّل قيمه، وتعيد تراثه وتأريخه، وتجدد صلته بالأرض، تمد خيوط الترابط والتواصل مع الأحبة والاصدقاء والاسرة والأبناء.
وهناك حيث ظفار المجد، تتجه الانفس شغفا للقاء الخريف، لمجالسته، للاستماع إليه، للاستمتاع بهوائه البارد ورذاذه الجميل، للنظر إلى جباله الشامخة اخضرارا، وأرضه المنبسطة جمالا، وعيونه الجارية أنهارا، وشلالاته المتدفقة حبا وجلالا ودلالا، للبساط الأخضر الذي يفترش الأرض العصماء، لتجد النفس فيه سعادة لا توصف، وأمل يبقى مددا يضيء حنايا الشعور، ويزين جماليات الذوق ، فتعظم في النفس ثقافة المكان، وهوية التاريخ، وعراقة البناء، وأصالة شجرة اللبان، التي ظلت على مدى التاريخ حاضرة في كل محفل، أصيلة في كل اسرة، شامخة في كل بيت. ويبقى خريف ظفار رابطة عشق للوطن، لقاء موسمي يشتاق الجميع إليه، يحنّ للطبيعة في أعظم سخائها، وأجمل انتاجها، وأصدق مشاعرها في حب الانسان، ليصنع بدوره لهذا الحب مكانا، فيعظم في نفسه القدوة، في حسن تصرف ، وحس وطن، ورقي سلوك، ونبل ممارسة، وصدق ابتسامة، محافظا على هذه النعم، شاكرا هذا الفضل العظيم لرب كريم، حاملا في وجهته القيم والأخلاق التي تحلق في سموات أرض ظفار أمانا وسلاما واستقرارا وهناءً.
ظفار.. *كلما يممّت بأطرافك وجدت جمالا بهيّ حسن.. تراقص نفسي ازاهير حبك، فُأمعن فيها مزيد النظر.. *جميلة أنت، ناصعة الجمال، تفوقين بحسنك كل الدلال.. فأعظم بك عروسة البحر، شموخ أطل.. *كم هي شواطئك، سهولك، جبالك، عيونك، أفلاجك.. حياة الأمان، بنور الجمال، حنين السلام، سمو الخصال، وصفو الوداد، وسعد النظر..