عندما تطأ قدمك المتحف الوطني في مسقط، تجدها بكل خفة واريحية، تستقبل زوار عمان والمتحف بابتسامة عفوية وترحيب عماني متعارف عليه عند الكثيرين. إنها رشا بنت راشد الفهدية، التي تعمل مترجمة في المتحف الوطني، وتخصصها فرنسي، اي تجيد الترجمة الى اللغة الفرنسية، وتعرف زوار المتحف عن تاريخ عمان ماضيه وحاضره وكذلك تقرأ المستقبل المشرق بقيادة سلطان عمان وقائده البلاد المفدى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، حفظه الله ورعاه. “وجهات” اليوم تلقي الضوء على أحد الكفاءات الوطنية التي تخدم قطاع السياحة ممثلا في قطاع المتاحف الذي يعد بوابة نحو تاريخ عمان ومستقبلها. فكان السرد التالي..
بداية
تقول رشا الفدية: بدايتي كان بتشجيع من والدي، حفظهما الله، للدراسة منذ حصولي على نسبه 95 % ، فكان لدي شغف في تعلم اللغه الفرنسية ، فهي من اللغات الصعبة والعريقة. فقررت دراسة هذه اللغة وتخصص الترجمة ، وقد لاقى هذا القرار تشجيعا من هم حولي، وبعد فترة من الدراسة بالجامعة حيث كانت بمثابة التأسيس للغة ، حيث ان الدراسة نظرية وكنت حريصة على ممارسة اللغة والاجتهاد لتطوير مهاراتي اللغوية، وبما ان شبكات التواصل الاجتماعي متوفرة واصبح العالم قرية صغيرة في حينها، واستغلال شبكة الانترنت لتلقي الدروس التعليمية والتواصل مع متحدثين بالدول الفرنكوفونية .
وتضيف: هذا لم يشبع شغفي لاتقان هذه اللغة ، فقررت الذهاب إلى فرنسا على حسابي الخاص ، وقد واجهت صعوبات كونها بدايه وتكاليف للطالب الجامعي
إلا أن هذه التجربة افادتني كثيرا في التعرف عن قرب على الثقافة الفرنسية وتعلم بعض مصطلحاتها المتداولة في شوارع باريس المضيئة. وأكملت المشوار الى ان رزقني الله بوظيفه لله الحمد في مجال تخصصي .
خبرة
وتقول: من خلال خبرتي العملية للمترجم الناجح استطيع القول بانه لابد التقيد بهذه الأسس وهي: الالمام بقواعد اللغتين. والاطلاع على الاخبار والثقافة للشعوب التي ستترجم اليها. بجانب نوعية النص المترجم ( اجتماعي، ديني، سياسي، ادبي،…..) حتى يتم انتقاء المفردات والمصطلحات المناسبة.
لغة نادرة
وتقول، تعتبر اللغة الفرنسية من اللغات النادرة في سلطنه عمان وهي لغة صعبة ، تنتشر كلغة رسمية في ٢٩ بلدا معظمها يدعى بالفرنكوفونية. حبي للاطلاع الكبير للثقافة الفرنسية وكذلك هي لغة جميلة ولغة الموضة والطبقة البرجوازية.
وعن الصعوبات في تعلم الفرنسية تقول رشا، لا نقول صعوبات انما تحديات للجامعي المجتهد الذي رغب ان يتعلم لغة غير لغته الأم.
وايماني بالله ان لا سقف للطموح والأمل والعمل والعطاء والبناء للنجاح.
وتضيف؛ ان صعوبة الحصول على عدم توفر أماكن للتدريب أو العمل لاكتساب اللغة هي المحطة الأولى التي نقف عليها وتشكل تحديات تواجه المتحدثين بالفرنسية
أيضاً بعض الشركات السياحية أو النفطية لديها مبادرة لاستيعاب المتحدثين بالفرنسية ولكن بشكل قليل .
كما أن صعوبات الالتحاق بالدورات والبرامج التي تصقل مهاره التحدث للغه الفرنسية.
وتقول رشا ؛ هناك كنز من التاريخ العظيم والثقافة واجبنا كعمانيين ان ننقله بكل فخر وكذلك إبراز الأبعاد الحضارية والثقافيه لسلطنه عمان .
فالصرح الثقافي يساهم في نشر تاريخ البلد ونهضته . فأداء الرسالة بدون اي قصور، نستخدم الترجمة للمتحدثين بها تسهيلا وتعزيزا لهم .
واجهة
وقالت؛ حاضر عمان المشرق موصول بماضيها العريق .
فالمتاحف تمثل واجهة سياحية جميلة للسلطنة من خلال اخراج تراث وتاريخ عمان والحفاظ على المقتنيات التراثية.
فالزائر للمتاحف يستمتع بالتصميم المعماري وبسرد القصص التاريخية لنمط الحياة في عمان واهم القيم الثقافية التي تشتهر فيها بلادي مثل كرم الضيافة والترابط الاجتماعي وغيرها من القيم .
وقد يرى الزائر من هذه المؤسسات المتحفية والمعارض الثقافيه جسور التواصل لسلطنه عمان مع كافة الحضارات الانسانية وعلاقة عمان مع مختلف العالم ، فيترك لديه انطباع مميز وطيب وجميل عن العماني والأرض الذي ينتمي إليها.
تعزيز
وتقول رشا الفهدية؛ يمكن تعزيز قلاعنا وحصوننا بشكل جزئي من خلال إقامة متحف صغير في قاعة او ساحة القلعة وذلك حتى لا تنمحي عراقة القلعة .
شكر
في نهاية حديثها تقول رشا الفهدية: ابعث شكري الجزيل من هنا لاسرتي الرائعة ، وكل من كان له بصمة طيبة في حياتي ، وشكري الخالص لجريدة وجهات على مبادرتهم بالتحاور معي.
كما انتهز فرصة تهنئه جميع القائمين بالعمل في متاحف العالم ومتاحف السلطنة بشكل خاص من انجاز ، وعلى رأسهم صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة ، ووكيل الوزارة سالم المحروقي بمناسبة اليوم العالمي للمتاحف.