مشاريع استثمارية واعدة وطموحنا لتطوير ممر نقل يربط عمان وكازاخستان
رحلات طيران السلام إلى الماتي خطوة مفيدة لتنشيط السياحة
العمانيون يدخلون كازاخستان بدون تأشيرة ومقومات وقواسم مشتركة متعددة
مسقط – تقرير “وجهات”|
أكد السفير نجم الدين محمد علي سفير جمهورية كازاخستان لدى سلطنة عُمان، إن إنشاء اللجنة الكازاخية – العُمانية المشتركة خطوة مهمة نحو تعزيز العلاقات بين كازاخستان وسلطنة عُمان، مؤكدا على ثقته بأن اللجنة ستعمل على كل ما فيه صالح الشعبين الصديقين.
وأشار في حديثه مع “وجهات“، إلى أن اللجنة المشتركة كما هو معروف هي هيئة تشكّل بين البلدين يتم من خلالها النظر في مجالات التعاون الثنائي على مستوى الجهات الحكومية، حيث أن حكومتي البلدين تحدد القطاعات والوتيرة اللازمة للعلاقات الثنائية إنطلاقاً من أهمية تطوير التعاون.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم اللجنة بتغطية جميع المجالات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما التجارة والإقتصاد والإستثمار والسياحة والخدمات اللوجستية والتعليم والطاقة الخضراء والتعاون الثقافي والإنساني.
علاقات وطيدة
وقال السفير نجم الدين محمد علي، نحن نفتخر في كازاخستان بعلاقاتنا الوطيدة مع سلطنة عمان، خاصة وأن عُمان كانت من أوائل الدول التي إعترفت بإستقلال كازاخستان، وعلى إثرها أقيمت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في أبريل 1992، وفي العام الماضي إحتفلنا بالذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية.
وأضاف قائلا، كانت قيادتي البلدين وكذلك المؤسسات الاقتصادية، تولي أهمية كبيرة لتعزيز التعاون الثنائي. فقد قام الرئيس السابق لكازاخستان بزيارة عُمان في 1997م وفي 2008م. في حين تعمل شركة “OQ” العمانية في قطاع الطاقة في غرب كازاخستان منذ عام 1994م. وفي 1 فبراير 2023م قام مختار تيليوبيردي نائب رئيس الوزراء، وزير خارجية جمهورية كازاخستان بزيارة رسمية إلى مسقط، وكانت الزيارة بمثابة تأكيد على سعي واهتمام البلدين للإرتقاء بالعلاقات إلى مستويات جديدة.
مشاريع استثمارية
وقال سفير كازاخستان في مسقط، يوجد اليوم عدد من المشاريع الاستثمارية الواعدة، إضافة إلى طموح البلدين لتطوير ممر نقل يربط كازاخستان بسلطنة عُمان. كما يتم حالياً دراسة العديد من الإتفاقيات الثنائية، مثل إتفاقية الازدواج الضريبي، واتفاقية خدمات الطيران، وإتفاقية تشجيع الاستثمار. وفي هذا السياق فإن اللجنة المشتركة تعتبر آلية حكومية لتعزيز التفاعل بين البلدين في جميع المجالات.
وعن خط طيران السلام الذي سيدشن رحلاته الى ألماتي في كازاخستان في شهر يوليو المقبل، أكد السفير نجم الدين محمد علي لـ “وجهات“، أن كازاخستان وعُمان لديهما رؤى متشابهة لسياسة التنوع الاقتصادي ، وفي هذا السياق تعتبر السياحة من المجالات ذات الأولوية، لذلك فإن إفتتاح رحلة مباشرة بين البلدين تعتبر خطوة مفيدة جداً وجاءت في الوقت المناسب في سبيل تطوير التعاون في مجال السياحة.
بدون تأشيرات
وأضاف: لقد تم فعلياً تهيئة جميع الشروط للتشغيل الناجح للرحلات المباشرة، فقد وقعت سلطات الطيران المدني في كلا البلدين على مذكرة تفاهم في أكتوبر من عام 2019م، أرست من خلالها الأساس القانوني لإطلاق هذه الرحلات، كما أن الجانبان إعتمدا نظاما متبادلا بدون تأشيرة لمواطني البلدين مما يشجع على تدفق السياح لكلا البلدين.
ويتمتع كازاخستان وكذلك سلطنة عُمان بإمكانات سياحية غير محدودة، ولكن للأسف “السياح” في كلا البلدين ليسوا على دراية كاملة بالفرص والمكانات السياحية التي لدى الجانبين. مشيرا الى أن الرحلات المباشرة ستزيد من حركة الركاب والسلع وتعزز الروابط الأخوية بين الشعبين. كما لا يخفى على أحد أن السياحة تعتبر أحد العوامل الرئيسية في تعزيز التبادل التجاري والاقتصادي والاستثماري والثقافي، لذا فالطرفين يعلقان آمالا كبيرة على هذا الخط المباشر لتعزير العلاقات وخاصة الاقتصادية.
قواسم مشتركة
وكشف سفير كازاخستان عما يمكن للسائح العماني أن يتعرف عليه ويساعده في كازاخستان خلال فترة وجوده، وبما تشتهر به كازاخستان سياحيا، أن البلدين لديهما الكثير من القواسم التاريخية المشتركة. فقد ورثنا حضارة وقيم إسلامية واحدة، كما أن شعبي البلدين هم في الأساس من البدو الرحّل في أسلوب حياتهم، وهذه العوامل جميعها تعتبر دافعا نحو تطوير التعاون في مجال السياحة.
وقال: إن كازاخستان تدخل ضمن الدول ذات الفرص السياحية غير المكتشفة، لذا فإن زيارتها من قبل السياح العُمانيين ستترك الكثير من الذكريات والإنطباعات الجميلة. وفي السنوات الأخيرة ، بدأت علامة كازاخستان تظهر بشكل متزايد على خريطة السياحة العالمية كوجهة سياحة طبيعية. فعلى سبيل المثال، وضعت الجمعية البريطانية للرحالة كازاخستان ضمن قائمة “الدول الخمس” التي يجب زيارتها لعشاق الطبيعة، كما أن صحيفة “Gulf News” أضافت “بحيرة ألماتي الكبيرة” إلى قائمة 5 أفضل وجهات سياحية لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.
لذا فمن المهم نقل المعلومات السياحية الكازاخية إلى السائح العماني. ومن هذا المنطلق عملت السفارة خلال السنوات الأخيرة على تعريف السياحة الكازاخية في عُمان، وذلك من خلال إقامة عروض ترويجية سياحية وعدد من الفعاليات الثقافية.
من المهم أيضا في نفس الوقت أن ننقل إلى مواطني كازاخستان مباهج وامكانات السياحة في عمان التي نعتبرها “واحة” الخليج.
واختتم السفير حديثه قائلا: آمل أن تساعد السياحة في إيجاد أرضية مشتركة جديدة نحو تقارب الشعبين الصديقين.