يوسف البلوشي|
حينما تطأ قدمك لبلد ما، سرعان ما تتوجه إلى ميناء تلك الدولة، فقد عرفت الدول بموانئها التي تدب فيها الحركة والنشاط كسوق جاذب من خلال وصول السفن السياحية أو مراكب الصيد ووجود المطاعم العديدة والمقاهي لتجلس تنظر للمكان والناس.
زرت عدة دول مثل مدينة بريغن في النرويج وكيب تاون في جنوب أفريقيا والدنمارك فوجدت نشاطا حيويا وحراكا سياحيا عند تلك الموانىء التي باتت أشبه بأسواق طوال الليل والنهار تدب فيها الحركة من وصول السفن، وباتت تلك الموانىء بوابات للسياحة.
لدينا في سلطنة عمان تاريخ عظيم من حيث الموانىء ودورها في التجارة والحركة الاقتصادية، منها ميناء السلطان قابوس في مطرح، وموانىء في صور وصحار وبركاء والسويق والمصنعة التي كانت يوما ما ذا نشاطات تجارية عامرة.
اليوم حينما تمر بجانب هذه الموانىء لا تجد تلك الحركة والنشاطات التي كانت في السابق بل اصبحت معدومة. رغم ما قامت به الحكومة من تهيئة تلك الموانىء لتكون بجانب دورها التجاري لتتضمن جانبا سياحيا. لكن للأسف لم نستطع استثمار هذه الموانىء ولم نستطع إعادتها لمجدها وتاريخها السابق لا تجاريا ولا سياحيا.
مشروع الواجهة البحرية لميناء السلطان قابوس توقف، بعد سحب المشروع من شركة داماك الإماراتية، على أن تتولى مجموعة عمران عملية إعادة هيكلة المشروع وفق مخططات سياحية تنعش المكان بموقعه حيث عبق التاريخ لمسقط العامرة وشموخ تلك القلاع فوق قمم الجبال.
توقفت مشاريع التطوير لعديد الموانىء التي كان مخططا لها لتكون بجانب دورها التجاري فهي موانىء لاستقطاب السياحة لانعاش المكان بالمقاهي والمطاعم والمحال التجارية لتدب عملية البيع والشراء في تلك الموانىء والأسواق لاعادة دورها التليد في تاريخ عُمان، لكن نبني ونخطط ونتوقف عن تكملة المشاريع لماذا، سؤال لا نعرفه اجابته إلى اليوم.