مقال| السياحة العمانية في عيد النهضة المتجددة

يكتبه: د. رجب العويسي|

تشكل السياحة ركيزة أساسية في اقتصاديات العديد من دول العالم، وهي أحد أهم القطاعات الواعدة في التنويع الاقتصادي والاستدامة المالية، ولقد أعطت رؤية عمان 2040 حضورا مهما للقطاع السياحي في مستهدفاتها، سواء ما يتعلق منها بتعزيز السياحة الترفيهية، أو تعظيم السياحة الوافدة، وخلق المزيد من الفرص السياحية عبر التثمير في الموارد والمواسم السياحية والمحافظة على جودة وكفاءة أدائها من خلال ما يرافقها من مناشط وفعاليات وبرامج متنوعة وخيارات مطروحة.
على أن تنوع الرصيد السياحي العماني واتساعه وعمقه وتجدده وتناغمه مع الأفكار العالمية المطروحة في تعزيز اقتصاد السياحة الواعد خاصة ما يتعلق منه بالتراث الثقافي المادي وغير المادي، وتنوع المواسم المرتبطة بالتغيرات في الطقس والمناخ واحتواء البيئة العمانية لمقومات تضاريسية بحرية وجبلية وسهليه وصحراوية يضاف إلى ذلك توفر الامن والاستقرار والوعي الاجتماعي، محطات أساسية لانطلاقة جادة للقطاع السياحي.
ونعتقد بأنه بعد اكتمال البنية الأساسية للسياحة العمانية، والمكاسب التي تحققت لها في العقدين الماضيين، والمركز الذي بدأت تحتله في الخارطة السياحية العالمية في ظل حصولها على العديد من الجوائز الدولية، فرصة مهمة في التقاط الانفاس والعمل المبهر في تجسيد هذه النتائج والاستحقاقات العالمية للسياحة العمانية على الواقع، واستشعار المواطن العماني والمقيم والزائر بأن هذه النتائج أتت أكلها من خلال حجم التحول والتغيير الذي يستهدفه القطاع السياحي.
أخيرا فإن سلطنة عمان وهي تحتفل بعيدها الوطني الثاني والخمسين لنهضتها المتجددة، واستشرافا لما تحقق من منجزات نوعية، أصبحت شواهد اثبات على الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم لهذا القطاع، يبقى الطموح إلى أن يرافق هذا الاهتمام باكتمال البنية الأساسية الداخلية للسياحة وتوفير الخدمات والتوسع في الخيارات والأنشطة والمستهدفات المجتمعية من السياحة، اهتماما أكبر بالبنية الناعمة ممثلة في حوكمة هذا القطاع من خلال تعزيز كفاءة التشريعات وكفايتها، وثبات الإجراءات ، وتبسيط الآليات والتمكين والتحفيز والبرامج التمويلية وحضور رواد الاعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة واستقطاب المستثمر الجاد، وتوفير الضمانات المحفّزة للمبادرات المجتمعية والأهلية باعتبارها محركات أساسية لتنشيط هذا القطاع .