يكتبه: يعقوب البلوشي|
المتتبع لأسرار الفراعنة والآثار يستشعر بأن هناك من اللا ملموس واللا محسوس من الأشياء تتسبب في الموانع تجاه الأشياء، وبين باحث وآخر تم وضع تسميه لتلك الأسرار أو المكائد الهندسية في الآثار الفرعونية وهي لعنة الفراعنة، وقد يمتد ذلك الاسم إلى كل ما هو أثر وبه غموض من الأسرار لا تفكّ.
لدينا في قلهات آثار المرأة الصالحة “ضريح بيبي مريم، فحسب ما يؤرخهُ الباحثين في الآثار فإنه ينسب إلى حاكم قلهات الذي بناه لزوجته عام 1311 قبل الميلاد، والبعض يشير إلى انه مسجد بنتهُ إمرأة صالحة تُدعى مريم، حسب ما ورد في وصف ابن بطوطة.
حيث يذهب بعض الباحثين إلى إن “بيبي مريم” كانت حاكمة قلهات إبّان حكم ملك هرمز ( قطب الدين يمتهن)، وحيث ان واجهة الضريح تثبت مرور العديد من الحضارات على قلهات وتأثرها بالعديد من الثقافات المعاشة سابقاً، فالتفاصيل في جدرانهِ يوحي بتأثره بالحضارة الهندية والإيرانية، فالواجهات مبنية على شكل أقواس تعود إلى النمط المغولي، وبكل تلك التفاصيل الضاربة في القدم والتاريخ ما قبل الاسلام نجد ان هذا الضريح به من اللعنة التي لم تُحلّ فليس هناك جهة أو فرد قادر على إتمام ترميمه وجعله مزاراً مرموقاً واضحاً للعيان ويُسرد بهِ تلك القصص الدالة على الربط الحضاري بين عُمان والحضارات الأخرى، وليس هناك روائي قادر على توظيفهِ لينسج لنا قصة من قصص ما قبل الميلاد حتى تتضح لنا حقيقة “بيبي مريم”، هذه الشخصية التاريخية العميقة، فوجود آثر بارز لامرأة في ذلك الزمان أمراً ليس باليسير حدوثهِ، ولكننا على شفا لعنة مستمرة تصاحب هذا الضريح، حيث إطّلعتُ على خبر يفيد بتعيين شركة لترميم الضريح في فبراير من عام 2020، ولكن توقفت الشركة عن أعمالها اثناء مرور جائحة كورونا على العالم.
فهل سوف تستمر الجهود لإعادة ترميم هذا الضريح المهم والأثر التاريخي، أم أن لعنة بيبي مريم ستستمر أسوة بلعنة الفراعنة في أرض الكنانة..!