حقق نجاحا متسارعا وقفزات كبيرة في أعداد المسافرين والحركة الجوية.. مطار مسقط الدولي.. يحفز النشاط الاقتصادي والسياحي في عُمان

مسقط – وجهات|

يتبوأ مطار مسقط الدولي، الذي تقترب الذكرى الرابعة لافتتاحه، مكانة مرموقة بين سلسلة مطارات إقليمية وعالمية استطاعت في فترة وجيزة كسب رضا وإعجاب المسافرين فيها سواء بجمال مبانيها وأروقتها أو مستوى الخدمة العالية التي تقدمه طواقم العمل فيها. ومنذ الافتتاح الرسمي لمبنى مسافريه الجديد في 11 نوفمبر 2018، أصبح مطار مسقط الدولي أحد أهم الصروح الوطنية وجزء مهم ضمن منظومة رؤية عُمان 2040، لتحفيز حركة النشاط الاقتصادي والسياحي إلى سلطنة عُمان في ظل ما تملكه من بيئة استثمار اقتصادية وسياحية واسعة بجانب حركة التجارة والأعمال التي يعززها الموقع الاستراتيجي المهم لسلطنة عمان الرابط بين شرق العالم وغربه. وقد حقق مطار مسقط الدولي، نجاحا متسارعا وقفزات كبيرة في أعداد المسافرين والحركة الجوية في الأعوام التي تلت انتقال العمليات إلى مبنى مسافريه الجديد والذي تم إنشاؤه وفق أرقى المستويات العالمية قياساً بأعداد المسافرين والحركة الجوية في الأعوام التي سبقت افتتاحه في 2018 حيث اقترب عدد المسافرين في “مطارات عمان” من 20 مليون مسافر في نهاية عام 2019، وفق خطة وضعتها “شركة مطارات عمان” للوصول الى هذا العدد بحلول عام 2020. 

قفزات كبيرة 
وقد تهيأت عوامل عديدة لحدوث هذه القفزات الكبيرة في أعداد المسافرين في تلك الفترة الوجيزة يتربع على قائمة أهمها، تسارع حركة النمو الاقتصادي والسياحي والتجاري في سلطنة عمان في تلك الفترة، بالإضافة إلى افتتاح المرافق الجديدة لمطار مسقط الدولي ومطار صلالة، والسمعة الدولية التي استطاعت شركة “مطارات عُمان” اكتسابها على الصعيد التشغيلي في تلك الفترة، إقليمياً ودولياً، ومنها حصولها على جائزة أفضل مشغل مطارات على مستوى العالم في 2019، ضمن جوائز السفر العالمية 2019، وحصول مطار مسقط الدولي في العام نفسه على جائزة المطار الأكثر تحسناً في تجربة خدمة العملاء على مستوى الشرق الأوسط من المجلس العالمي للمطارات ووصوله للمستوى الـ 14على مستوى العالم كـأفضل مطارات العالم ضمن برنامج المجلس العالمي للمطارات. وقد بلغ عدد شركات الطيران العاملة في مطار مسقط الدولي في مطلع عام 2020، حوالي 32 شركة طيران. في الجانب الآخر كانت إحدى عوامل هذا النمو جهود الناقل الوطني لسلطنة عُمان “الطيران العماني” والطيران الاقتصادي العماني “طيران السلام” لجعل مطار مسقط الدولي محطة للرحلات المحولة الرابطة بين الشرق والغرب، فقد تضاعفت وتيرة النمو في فترة وجيزة نتيجة لكل هذه المعطيات لتتجاوز المعدل الذي تم وضعه قبل افتتاح المطار الأمر الذي وضع المطار على رأس قائمة العديد من الجوائز الاقليمية والعالمية في قطاع الطيران والسياحة والسفر خاصة وأن المطار قد تم تهيئته ليتسع لأكثر من 56 مليون مسافر في مراحل لاحقة لاستيعاب حركة السفر المستقبلية من وإلى سلطنة عُمان والتي سيصاحبها بطبيعة الحال سلسلة من الاجراءات والتسهيلات التي تضعها الجهات المعنية نصب أعينها ومنها “منح رعايا 103 دول” تسهيلات دخول إلى السلطنة من دون تأشيرة أو عند الوصول إلى المطار، وكافة الإجراءات التحفيزية للدعم الاستثمار والسياحة في سلطنة عمان الامر الذي من المؤمل أن يؤثر إيجاباً بشكل كبير على نمو الحركة عبر المطار في الفترة القادمة.
 

تأثير جائحة كوفيد 19
وعلى الرغم من التأثير المباشر لجائحة “كوفيد 19” الذي أدت تداعياتها الى توقف حركة السفر بشكل تام في أغلب مطارات العالم منذ منتصف مارس 2020، وحتى اكتوبر من ذات العام – استمرت فترة الإغلاق لبعض المطارات العالمية لفترات أطول من ذلك بكثير – بالإضافة إلى الشلل الكبير والانكماش الذي أصاب قطاع الطيران عالميا مع توقف حركة السفر خلال تلك الفترة، والاجراءات التي فرضتها سلطات الدول بعد عودة العمليات في مطاراتها ، على التراجع السلبي لأعداد المسافرين ليس في سلطنة عُمان فحسب بل في كافة دول العالم، في حين استطاع مطار مسقط الدولي أن يهيئ نفسه لتلك المرحلة بشكل مباشر حيث تم تطبيق أعلى مستويات الإجراءات الاحترازية مع استمرار مناولة رحلات الشحن في المطار، بالإضافة إلى تسيير الرحلات الاستثنائية في المطار ضمن التزامات “مطارات عمان” لدعم الجهود الوطنية للحد من تداعيات الجائحة في تلك الفترة. وكان مطار مسقط الدولي من أولى المطارات في العالم التي تحوز على شهادة برنامج الاعتماد الصحي لضبط المعايير والإجراءات الصحية للوقاية من فيروس كورونا المعتمد من مجلس المطارات العالمي وكأول مطار في الشرق الأوسط يحصل على هذا الإعتماد. وفور عودة العمليات عالمياً وبالتعاون مع الجهات المعنية في سلطنة عُمان عملت “مطارات عُمان” منذ اللحظات الاولى عبر مطار مسقط الدولي على تحديث بروتوكولات السفر إلى الأراضي العمانية بشكل مكثف، الأمر الذي ساهم في تهيئة كل ما من شأنه دعم عودة العمليات إلى طبيعتها في الوقت الذي كانت لا تزال فيه بعض الدول تعاني من تبعات هذه الجائحة الصحية العالمية على مطاراتها. تداعيات وكما أسهمت الجائحة في إنكماش أعداد المسافرين القادمين إلى المطار والمغادرين منه، فقد طالت يدها لتأثر كذلك على عمليات العديد من شركات الطيران العاملة في المطار وذلك بسبب التداعيات الاقتصادية للجائحة على هذه الشركات وبرامج توسعها وخططها الاستراتيجية، بما فيها الناقل الوطني وخطط توسعه. وقد أعلنت العديد من شركات الطيران إعادة جدولة خطوطها وأغلقت بعضها العديد من مكاتبها سواء في مطار مسقط الدولي أو العديد من مطارات العالم الأخرى، فيما أعلنت شركات طيران أخرى توقف عملياتها تماماً حتى أشعار آخر. وفي المقابل وسعّت مطارات عمان – وبالتنسيق مع الجهات المعنية في هيئة الطيران المدني – مساحات اتصال مباشرة سواء مع شركات الطيران العاملة سابقاً في المطار أو الشركات الجديدة وذلك لإعادة فتح خطوط مباشرة إلى سلطنة عُمان واستقطاب خطوط طيران جديدة وذلك عبر توفير حزم خدمات جاذبة لشركات الطيران، الأمر الذي ساهم في إعادة العديد من الخطوط السابقة، والترحيب بخطوط طيران جديدة كذلك. وبفضل هذه الجهود عاد رقم الشركات العاملة في مطار مسقط الدولي ليصل إلى أكثر من 32 شركة طيران محلية وإقليمية ودولية، التي تسيّر رحلاتها بين مسقط ومحطاتها الدولية الأمر الذي من المؤمل أن يؤثر إيجابا على ارتفاع أعداد المسافرين والرحلات من وإلى مطار مسقط الدولي وباقي مطارات عُمان في الفترة القادمة، بالإضافة إلى الرحلات الخاصة بكأس العالم “قطر 2022″، خلال الفترة القادمة إلى جانب اتساع العمليات التشغيلية الواعدة للطيران الاقتصادي العماني “طيران السلام” دولياً ومحلياً والذي يعطي مؤشراً حيوياً معززاً لهذا الارتفاع المؤمل في عدد المسافرين.

 احصاءات 

تجدر الإشارة إلى قرار السلطات المعنية ممثلة بشرطة عُمان السلطانية لمنح تسهيل دخول المقيمين في دول الخليج من أصحاب المهن التجارية الذين لديهم تأشيرات إقامة في دول المجلس لدخول سلطنة عمان سوف يكون له تأثيره الإيجابي على إرتفاع الطلب على زيارة سلطنة عمان من حاملي تأشيرات الإقامة في دول الخليج. 

وأوضحت الإحصائيات ارتفاع عدد الرحلات الدولية والداخلية “القادمة والمغادرة” عبر مطار مسقط الدولي بنسبة 8ر114 بالمائة، إذ بلغ عدد الرحلات 34 ألفا و556 رحلة حتى نهاية شهر يوليو من عام 2022م، نقلت 4 ملايين و251 ألفا و173 مسافرا، مقارنة بــ 16 ألفا و84 رحلة في عام 2021م، نقلت مليونا و647 ألفا و724 مسافرا. فيما أشارت احصاءات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن أعداد القادمين عبر المطارات في سلطنة عمان سجل ارتفاعا ملحوظا بنسبة 187 بالمائة، حيث بلغ إجمالي الركاب القادمين والمغادرين والمحولين بمطارات مسقط وصلالة وصحار والدقم 4 ملايين و907 ألفًا و599 راكبا حتى نهاية شهر يوليو 2022م، كما ارتفع أعداد المغادرين عبر المطارات حتى نهاية شهر يوليو بنسبة 127 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق. في حين تسعى “مطارات عمان”، بالتعاون مع شركائها سواء هيئة الطيران المدني ووزارة التراث والسياحة وشرطة عمان السلطانية، لتقديم سلسلة حوافز سواء لشركات الطيران أو شركات السفر لتعزيز المنظومة السياحية إلى سلطنة عُمان لتكون وجهة العالم، في ظل التقارير الدولية التي تشيد بما تملكه عُمان من مقومات ومفردات تاريخية وطبيعية يجعلها واحدة من البلدان التي يجب السفر اليها مستقبلا، خاصة لما تتمتع به من أمان واستقرار الى جانب حوافز الاستثمار التي توفرها الدولة للمستثمرين.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*