يكتبه: د. رجب العويسي|
مع بدء موسم خريف صلالة، والتوقعات بأن يشهد هذا العام نشاطا متزايد في عدد السياح، خاصة مع فتح بعض خطوط الطيران بالمنطقة لرحلاتها المباشرة إلى مطار صلالة، وشغف الانتظار الذي يعيشه الجميع بعد عامين من تقييد الإجراءات والاحترازات الوقائية الناتجة عن جائحة كورونا ( كوفيد19)، تتجه الأنظار إلى أن يشهد خريف صلالة السياحي تحولات نوعية في مكوناته وبرامجه وتكامل الخدمات السياحية فيه.
وبالتالي إعادة قراءة المشهد السياحي للخريف خاصة في ظل إشارة الجهات المعنية إلى تبني مسار آخر في خريف صلالة قد يتفوق في حجم الخيارات المتاحة للمهرجان سابقا، مما يعني أن أي حديث عن رفع سقف التوقعات يتعدى جانب الضرورات الأساسية التي يفترض أن تكون حاضرة بدون استجداء مثل توفير دورات مياه ومحطات تعبئة الوقود وأماكن للاستراحة والمستلزمات الأخرى التموينية والاستهلاكية التي يحتاجها السائح، ليتجه العمل إلى ما هو ابعد وأعمق من ذلك وعبر تعظيم القيمة التنافسية المضافة للبيئات السياحية المتوفرة وتعزيز قدرتها الاستيعابية وذائقتها الجمالية ، بالإضافة إلى التثمير في التجديدات السياحية الأخرى وإدخال بعض النماذج المتناغمة مع مبادئ المجتمع والتي تضيف إلى أجواء الخريف فرص أكبر للمرح لمختلف الفئات.
وعليه فإن تحقيق ذلك بحاجة إلى جاهزية متكافئة تأخذ في الاعتبار المتغيرات المرتبطة بالسائح سواء في أبعادها الاجتماعية والذوقية أو ابعادها الاقتصادية ومستوى التعاطي مع غلاء الأسعار وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية والتموينية أو المتعلقة بالصحة والسلامة العامة، أو تبسيط الإجراءات وتفعيل الأطر وخلق انسيابية في حركة الناس اليومية في الخريف وغيرها من الممكنات المعززة لسياحة آمنة تصنع الاستدامة وتبني الفرح.
أخيرا تبقى مسألة تحقق هذه التوقعات على ارض الواقع مرهونة بحضور لغة العمل الجمعي والشراكة الاستراتيجية بين القطاعات الوطنية المختلفة ومؤسسات وشركات القطاع الخاص في صناعة بيئة سياحية جاذبة تحتوي السائح المواطن والوافد، وتستوعب رغباته وتقف على احتياجاته، لتصبح هذه التفاعلات مرآة عاكسة لحجم التغيير الذي شهده الموسم السياحي، وقياس كيف تدار الأولويات، وتُستغل الفرص، وتُفعّل النماذج، وتُقرأ الصلاحيات وتُدار الحشود السياحية.