مقال| السياحة العائلية

يكتبه: محمود النشيط|


إعلامي بحريني – dailypr 

تنشط هذه الأيام خلال موسم الصيف السياحة العائلية أمام كل الفئات السياحية الأخرى، وتجند وكالات السفر جهودها لتقديم برامج سياحية متنوعة تلبي رغبات العائلات الذين في الغالب مع أطفالهم يفضلون الوجهات التي تشمل سياحة الترفيه الداخلية والخارجية وتتميز بها دول عن غيرها بتنوع المعروضات التي تناسب جميع الأعمار، وبأسعار معقولة بعض الشيء.

موسم هذا العام ربما يختلف عن المواسم القادمة، ويأتي في ظروف استثنائية بعض الشيء بعد أن توقف لمدة عامين، وما زالت بعض الوجهات المفضلة عند العائلات لم تفتح بالكامل، ولم ترفع القيود الصحية بشكل تام رغم أنها خففتها نوعا ما للإستفادة من الموسم في مرحلة التعافي كما يطلق عليها.

لسنوات طويلة كانت دول شرق آسيا العديدة تستحوذ على نصيب الأسد، رغم منافسة بعض دول الشرق الأوسط، مع أن الدول الأوروبية هي الأخرى توفر هذه السياحة إلا أن قيود التأشيرات وتعقيداتها مع ارتفاع الأسعار نوعاً ما جعلها محصورة على فئة معينة دون أخرى التي تشكل السياحة العائلية عليها عبئا ماليا يحتاج التحضير إليه جيداً عند التخطيط.

سياحتنا الداخلية في دول مجلس التعاون الخليجي مع الأسف دائماً متهمة بأنها لا تلبي جميع الأذواق التي تفضلها العائلات، مع أسباب أخرى من بينها غلاء السياحة الترفيهية ومحدوديتها مقارنة بالموجود في الخارج، رغم إن السياحة الداخلية كانت الملاذ الأنسب في الأعوام الماضية بعد إغلاق الأجواء في العالم.

الإحصائيات العالمية المراقبة للسياحة العائلية بشكل عام في العالم تشير إلى أن هناك تراجعا في بعض الوجهات وانتعاشا في أخرى، مع أن بعض العائلات فضلت الصرف على السياحة الداخلية بشكل محدود جداً في ظل ارتفاع أسعار التذاكر الجنوني، والتضخم الذي طال بعض الخدمات السياحية المساندة مثل الفنادق والمطاعم والأماكن الترفيهية، حتى الذين استبدلوا السفر الجوي بالبري لم يسلموا من غلاء أسعار الوقود لا سيما في أوروبا وأمريكا.

العيال الذين هم أساس رحلات السياحة العائلية بطبيعة الحال لا يدركون حجم الواقع الذي تعيشه السياحة بشكل عام، وعلاقتها بالوضع الاقتصادي، الصحي والأمني في بعض الحالات ويطالبون بمكافئتهم بعد عام دراسي طويل يحتاجون بعده للراحة للترفيه والاستجمام بكل الأحوال وفي حال استصعب السفر خارجاً، يقبلون داخلياً ولو لبضعة أيام من إجازاتهم الطويلة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*