يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني – dailypr
يتخذ بعض المسافرين قرارا بعدم المشاركة في الرحلات الجماعية لتعرضه لموقف هنا أو هناك بنسب متفاوتة من عدم الرضا حتى بنى قراره على معطيات الواقعة التي لها ظروفها الخاصة والتي لم تكن متوافقة مع طبعه أو مزاجه حين وقوعها سواء من أفراد معه في الرحلة، أو سوء تنظيم من الجهة المنظمة أو أسباب مفاجأة خارجة عن إدارة الجميع.
وبالمناسبة هذه الأمور قد نتعرض لها حتى ونحن في بلدنا مع الأهل أو الأصدقاء وحتى زملاء العمل، إلا أن وقعها يكون مختلفاً على البعض في السفر عندما تجد من يتذمر على كل شاردة وواردة كما يقال رغم أن اختياره المشاركة في الرحلة لم يكن إجبارياً وإنما بمحض إرادته، ويدرك أن طباع البشر لا يمكن أن تكون على هواه كما يحب وبالتالي يجب عليه التأقلم طيلة الأيام القصيرة التي سوف يقضيها للاستجمام مع الآخرين.
بعيداً عن التنظير، أو ما يحلله الأطباء النفسيون وعمداء التربية ومن واقع التجربة الشخصية أجد أن الكثير من المسافرين في الرحلات الجماعية يتأقلمون مع بعضهم البعض من دون النظر إلى الفروقات المادية أو الأكاديمية وحتى الدينية وغيرها التي يبرزها أو يحب أن يتفاخر بها البعض، إلا أن الغالب والأعم يكون الفرد أو الأسرة المشاركة في الرحلة التي لا تتأقلم مع الآخرين عندها خلل معين لا يمكن أن تفكه جميع المعادلات الرياضية حتى الخروج بنتيجة تساوي رضاهم عن كل ما يقدم لهم مهما كان وبالتالي الرحلة الفردية هي الأنسب لهم فقط.
مجدداً البعض وليس الكل من يتخذ قرار عدم تكرار السفر مع “الجروبات” لأنه لا يمكنه التأقلم مع الآخرين، ويجد أن اختياره لهذه الوكالة على أسس ومعايير تناسبه لعدة اعتبارات لم يكن يقبل بها غيره، وإن المبلغ الذي دفعه ربما يكون مرتفعا بعض الشيء لا يقدر عليه إلا هو مما أحدث له الصدمة. في الوقت الذي نجد أن هناك من يطلّق الرحلات السياحية الفردية ويجدد إعادة الكرة مع الرحلات الجماعية لما اكتسبه من سعادة وتعارف ومعلومات متنوعة طيلة أيام رحلته لن تكون متوفرة في غيرها.
الرحلات الجماعية لا تتدخل في خصوصيات الأفراد، ولا في صرفهم أو أكلهم، ولا حتى في لبسهم ونومهم أو سهرهم. إنما تشترط عليك الإلتزام بجدول الأوقات المدرج في البرنامج السياحي حال أحببت المشاركة في الجولات ولا يمكن تغيير الفندق الذي أعتمد لسكن المجموعة أو تغير موعد الرحلات أو شركة الطيران، إلا إذا كان هناك اتفاق مسبق مع الإدارة وما دون ذلك لا دخل لأحد في كل أمورك الشخصية.