يكتبه: د. رجب العويسي|
تمثل الدقم اليوم أحد أهم المحطات السياحية في سلطنة عُمان، فهي بالإضافة إلى القيمة الاقتصادية والاستثمارية التي تمثلها للسلطنة وما وفرته الاستثمارات الخارجية في ميناء الدقم والمنطقة الاقتصادية للدقم من بيئة حضرية وفق معايير المدن الاقتصادية العالمية من خلال وجود مركز للمدينة ومناطق سكنية وتجارية وصناعية منفصلة معززة ببيئات ترويجية بما توفره من فنادق عالمية وحدائق ومتنزهات وأماكن للترفية والألعاب وشقق فندقية ومراكز تسوق ومولات تجارية وبيئات متكاملة للاستجمام وقضاء اوقات ممتعة، عززتها عملية التنظيم التي اتسمت بها المنطقة من خلال شبكات متكاملة للطرق والخدمات العامة جعل من الدقم نموذجا سياحيا عصريا متكاملا في محطاته، منسجما في حواره مع الطبيعة الجميلة لهذه المنطقة.
على أن الميزة التنافسية السياحية للدقم لم تقتصر على ما وفرته البنية الأساسية من بيئة اقتصادية متكاملة بما فيها من خدمات ومواقع سياحية، بل أيضا جغرافية منطقة الدقم ذاتها، ومناخها المعتدل وإطلالتها البحرية، لتشكل في امتدادها مع سواحل ولايات محافظة الوسطى إلى محافظة ظفار ومحافظة جنوب الشرقية شريطا ساحليا متناغما مع الطبيعة الجميلة لهذه المحافظة بما تتميز به من أجواء هادئة وشواطئ نظيفة واسعة، ورمال بحرية ذهبية تمنح السائح والزائر لها ذائقة جمالية وترويحية استثنائية، لقضاء وقت ممتع، فمناخها البارد والمعتدل صيفا وشتاء، ناهيك عن الجزر والخلجان والبرك المائية وغيرها تشكل جميعها فرصا سياحية متكاملة تصنع من الدقم نقطة انطلاقة لمختلف المناطق السياحية على امتداد الشريط الساحلي.
وبالتالي أهمية التوسع في قراءة البعد السياحي للدقم ليشمل المناطق الواقعة على امتداد الشريط الساحلي، وبناء نماذج سياحية متكاملة في بعض المناطق السياحية مثل محوت والخلوف وفلم وكناسة وشنة ومصيرة ورأس مدركة ورأس الجنز والأشخرة وغيرها لتؤدي دورا مهما في الاستقطاب السياحي للسياحة المواطنة والوافدة على حد سواء، بما يعنيه ذلك من تحولات قادمة تسلط الضوء على هذه البيئات السياحية بتفاصيلها المختلفة وتنوعها البيئي والاحيائي لتعطي السائح محطات متجددة تضيف إلى الفرص والممكنات السياحية للدقم بيئات سياحية أكثر شمولية واتساعا لاستقطاب أعداد متزايدة من السياح من الداخل والخارج.