يكتبه: يعقوب البلوشي|
حينما غُرر بـ “ليبيريو” ورفاقه بركوب السفينة متوشحين أسلحتهم نحو عُمان لينضموا إلى فيالق التحكم والسيطرة على خطوط الملاحة لم يدركوا حينها بأن جبال مسقط عصيّة على الغزاة وأن الغزو التجاري على الحضارات لا تستوعبه الدول المدنية، حيث سيفُ الإمام سلطان بن سيف اليعربي كان حاداً بما يكفي ليشطر فكر الاستعمار التجاري تجاه عُمان وبناء أول قبورٍ للغزاة على ساحل عُمان لتكون شواهدِ تاريخية.
فكانت سداب حديقة رمادية تزهر في تربتها أرواح الطامعين، وحيثُ إن المفارقات في التاريخ قد تتعدد وكل منتصر يكتب تاريخهُ، وحيث الاتساع في السرد، وغياب العديد من القصص والروايات في إمتداد الوقت، نجد في الجانب الآخر الطمس في حادثة دفن أحد الأئمة لبناتهِ في جدار حصن الحزم التاريخي، وهي حادثة لا تتداول علانية لخصوصية التاريخ ومكانة رموزهِ ولكن الباحثين عن القصص الواقعية في التاريخ العُماني يجدون ضالتهم في مساحات التصديق والنفي للعديد من الوقائع التي بإمكانها أن تُثري آليات الرواية والسرديات فيما لو وجدت الطريقة المناسبة لسرد بعض القصص من تاريخنا العُماني وتوظيفها لخدمة القطاع السياحي.
ولربما لنا في احتفاظ مصر بأسرار بناء الإهرامات مثالا، حيث إن منح مساحة الفضول إن تشكّل شغفاً لدى السائح المتعطش للقصص ولضبابية الأسباب في الشواهد التاريخية المتاحة، فعلينا أن ندرك أهمية سرد القصص ووضعها في قالبها المسّوق لشواهدنا التاريخية وقلاعنا. فكم من قصصٍ تداولت بين المواطنين عما يثار حول قلعة الرستاق وقلعة نزوى وارتباط مسألة السحر بقلعة بُهلاء التاريخية، وإبداع التصميم المعماري في حصن جبرين، والعديد الكثير من القصص التي لا تُروى ولا تجد من يضعها في قالب تسويقي للمكان والانسان.
فلو خُيّل لنا أن نضع قبور المسيحيين في سداب بتصنيف مزار تاريخي سياحي، وأن يكون هناك سردا توضيحيا لقصةِ تلكَ القبور والزمن التي حدثت فيه، وأسباب وجودها، وربط العلاقة تاريخياً بالتواصل التاريخي بين عُمان والعالم آنذاك، لاستطعنا أن نوضب التاريخ بقيمةٍ إقتصادية تعود علينا بالنفع المادي والأهمية التاريخية.
ولو تم الإشهار بأن في حصن الحزم توجد أول مدرسة للجن !. وإن ما يدهش في الحصن وجود عدد من المقبورين في جدرانها كما إن قبري الأئمة سلطان بن سيف اليعربي وأبنه سيف بن سلطان اليعربي معلقانِ فوق سقف الطابق الأول للحصن ناهيك عن قصة النفق الأرضي الذي يربط حصن الحزم بقلعة صحار.
كل هذا وذاك يشكلان عنصر جذب في السرد التاريخي للسياح وهو ما يشكل لدى السائح الفضول الذي يدفعهُ لزيارة تلك المواقع والشواهد التاريخية.
فهل سننجح في توظيف تاريخنا ضمن المنتج السياحي العام للسلطنة!.