جريدة وجهات أول جريدة عمانية مختصه بالسفر و السياحة
يكتبه: د. رجب العويسي|
يطرح المرسوم السلطاني رقم (101/2020) بإصدار نظام المحافظات والشؤون البلدية، والتوجيهات الكريمة السامية التي اسداها جلالة السلطان المعظم برفع المبالغ المخصصة لبرنامج تنمية المحافظات من 10 ملايين ريال عماني إلى 20 مليون ريال عماني لكل محافظة خلال سنوات الخطة الخمسية الحالية 2021- 2025 وابتداء من هذا العام 2022، وتوجيهات جلالته بتقديم خطة تنفيذية سنوية للجهات المعنية حول كيفية استغلال هذه المخصصات، انطلاقة جادة في تعزيز الإدارة المحلية وطرح ملف السياحة بالمحافظات كأحد خيارات التطوير القادمة.
وبالتالي فإن تحريك مسار العمل الموجه نحو ملف السياحة، وتوجيه اهتمام المجتمع به، يستدعي المزيد من الجدية بالتوسع في الخيارات والتنويع في البدائل السياحية المطروحة أمام المحافظات سواء أكانت في المشروعات السياحية، أو البرامج والمبادرات التي تستهدف تبسيط الإجراءات وتوفير الحوافز، وصناعة الفرص، وضبط الموارد السياحية وحسن الاستثمار فيها، وبناء شركات مجتمعية متخصصة في أعمال السياحة ، وتشجيع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في انتاج بدائل سياحية اكثر تناغما مع أولويات المجتمع وتلبية احتياجاته، وحسن الاستثمار الأمثل لها بما يضمن كفاءة المنتج، وقدرته على كسب ثقة المجتمع فيه.
وعليه تأتي أهمية تبني مسار ترويجي تواصلي مع مختلف شرائح المجتمع قائم على تعظيم الميزة النسبية التنافسية للمحافظات وولاياتها وعبر جذب السياح والمستثمرين للسياحة، وتشجيع أصحاب الفكر وريادة الأعمال والمواهب والابتكارات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتيسير فرص إطلاق وتطبيق مبادراتهم السياحية، بما يسهم في بناء روح إيجابية جمعية متفائلة منتجة نحو السياحة، ويضمن تفاعل المجتمع مع المنجز السياحي في شكله الجديد الذي يقترب من مسار الاستدامة، وعبر إدخال الموجهات التمكينية والتحفيزية والرقابية والتقييمية بشكل يضمن تناغم المنجز مع الطموح الجمعي للمجتمع، وجاهزية المحافظات في الإدارة المتكاملة المسؤولة لهذا الملف.
أخيرا يبقى تحقيق الإدارة الكفؤة لمتطلبات الملف السياحي، محطة تأمل ومراجعة لعمل أكثر ابتكارية واستدامة، لتجديد الحس السياحي وتحديد أولويات المحافظات، ورفع سقف التوقعات السياحية، وإنهاض روح التغيير، واذكاء هاجس المنافسة في تقديم نموذج سياحي مبتكر، يصنع حضوره استحقاقا تنافسي في مجتمع المحافظات.
