يكتبه: د. رجب العويسي|
تمثل المبادرات السياحية الفردية والمجتمعية الوجه المشرق في استشراف دور المواطن ومسؤوليته نحو السياحة، فهي من جهة أرصدة قوة تضاف إلى كفاءة السياحة الوطنية، ومن جهة أخرى تعكس اهتمام المجتمع بالسياحة وترفع سقف التوقعات التطويرية لهذا القطاع لديه، وتؤسس لمزيد من الشراكة العملية والمنافسة التي تصنعها إرادة المواطن، ويجسدها صدق الشعور الذاتي لديه، بالاستفادة من الخبرات والتجارب والمعايشات الناتجة من وقوفه على التطور الحاصل في السياحة حول العالم.
إن ما تحمله المبادرات من طابع التطوع والإيثار وحس الاندماج مع المجتمع، ومشاركته بأفضل ما يمتلكه من فرص، في انصهار للأنانيات والأثرة والمصالح الشخصية، سوف يضمن لهذه المبادرات صناعة الفارق في واقع العمل، بما تصنعه من استحقاقات قادمة، تضمن تفاعل المجتمع وتضامن أبنائه نحو تحقيق منتج سياحي يتناغم مع طبيعة المرحلة.
وعليه فإن استنهاض المبادرات السياحية للمواطن، وتوفير كل التسهيلات لها، وتعميق حضورها في فقه المواطن وسلوكه اليومي، ضرورة ملحة، سوف تسهم في التوسع في تبني مبادرات سياحية أكثر ابتكارية وارتباطا بالفرص السياحية المتاحة لها في محافظات سلطنة عُمان، وهو الأمر الذي أصبح له اليوم سندا تشريعيا يدعمه في ظل نظام المحافظات والشؤون البلدية رقم (101/2020) والذي أعطى المحافظات صلاحيات أوسع في العمل على الاستفادة من المقومات السياحية والتراثية المتاحة.
لذلك يبقى التوسع في الخيارات السياحية المتاحة للمحافظات، محطة لتوليد المبادرات الجادة سواء ما يتعلق منها بالأنشطة التراثية والقلاع والحصون والمساجد والمقابر والبيوت الأثرية والحارات القديمة، وأماكن ممارسة الحرف التقليدية، أو كذلك بالبيئات السياحية والموارد الطبيعية كالعيون والقرى الجبلية والأودية المنخفضة، والصحارى الرملية الواسعة، والشواطئ والجزر البحرية، والاستفادة من الخبرات المحلية والكفاءات ودور رجال الأعمال والشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في احتضان المبادرات السياحية واحتوائها، وإذكاء روح التنافس فيها، لصناعة نموذج عملي لمشروع سياحي يعبر عن الاحتياج ويحقيق الطموحات والتوقعات.
أخيرا، كيف يمكن الاستفادة من اختيار مسفاة العبريين لعام 2021 ضمن أفضل القرى السياحية حول العالم من منظمة الأمم المتحدة للسياحة العالمية، لتعزيز دور المبادرات السياحية الفردية والمجتمعية في إثراء السياحة العمانية؟.