مقال| مسفاة العبريين


يكتبه: حمدان البادي|

 
لم تكن صدفة أن ترد مسفاة العبريين ضمن قائمة منظمة السياحة العالمية كواحدة من أجمل القرى السياحية، خلال اجتماع الجمعية العمومية لمنظمة السياحة العالمية في العاصمة الإسبانية مدريد فهناك اهتمام من أبناء المسفاة بالقرية وتطويرها وهذا ما يدركه الزائر، والتطور الذي شهدته القرية خلال السنوات الماضية وهي تحافظ على روح القرية والنمط الأساسي لحياة الإنسان وتطويره من دون الإخلال بهذه العناصر ليكون جاذبا للسياح ومكان يستحق العودة له أكثر من مرة. 
خلف هذا الإنجاز جهود بذلت وأشخاص آمنوا بأهمية القرية وموقعها وكيف يمكن توظيفها لتكون وجهه السياح الأولى والمكان الذي يليق بكبار ضيوف السلطنة ليكون وجهتهم حيث تفاصيل الإنسان العماني ونمط حياته قديماً.
كان بالإمكان لأهالي مسفاة العبريين أن يضعوا بوابة أسفل الجبل تحول دون وصول الناس إلى القرية أو تغيبها عن المشهد السياحي، كما يفعل أصحاب الكثير من الوحات الجبلية التي تتشابه مع مسفاة العبريين، إلا إن إيمانهم أنه متى ما وجد التنظيم والاهتمام سيلتزم السائح بتلك المسارات ولن يتعدى حدوده في انتهاك خصوصيات الناس والتعدي على أموالهم. 
لهذا مسفاة العبريين هي نموذج للواحات الزراعية التي تظهر هندسة الإنسان العماني في إقامة حياة على سفح جبل تأخذ شكل المدرجات وتوزيع عناصر السكن والزراعة ومجرى الأودية التي تسيل من أعلى الجبل من دون أن يتعدى طرف على الآخر والفلج الذي يأتي من الوادي وكأنه يتجه نحو الأعلى ليملأ البركة ومن ثم يعود بتوزيع الماء على الواحة وفق نظام ري متفق ومتعارف عليه بين أصحاب القرية. 
مسفاة العبريين تحتمل الكثير من المشاريع الإبداعية التي تخدم السياحة وتعزز من حركة الناس، وإدارجها ضمن قائمة القرى السياحية على مستوى العالم وهي فرصة لأن تعمل الحكومة على تعزيز استثماراتها وتذليل الصعوبات والتحديات التي يواجهها أبناء القرية وتعزيز مواقف السيارات والمطاعم وبعض الأنشطة الترفيهية والمسارات الجبلية والجسور المعلقة بما يعود بالنفع على السائح والمستثمر وأبناء المكان.
نبارك لأهل الحمراء وهم يحصدون ثمرة سنوات من العمل والتطوير وهم يؤكدون إن الإنجاز لا يتحقق إلا بالعمل والصبر والبدء بالخطوة الأولى، كنموذج يفترض أن يحتذى به وعُمان بها الكثير من القرى الجبلية والحارات والواحات السياحية التي تواصل اندثارها من دون أن يحرك أصحابها ساكناً لإعادة احيائها من جديد كمتنفس يعود بهم إلى مراحل زمنية مختلفة. 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*