مقال| السياحة لغة حالمة

يكتبه: د. رجب العويسي|

السياحة لغة حالمة، بما تحمله من فرص وطموحات، وآمال وتوجهات، تتسم بالابتكارية والريادة، والتجديد، بتجدد رغبات الناس، وتفاعلهم معها، ورفع توقعاتهم بشأنها، وروح التغيير التي تسري في مجالات عملها، بما تتيحه من تنوع يستوعب مستجدات العالم وأفضل الممارسات الإيجابية السياحية الحاصلة فيه، كما تستوعب الحاضر المشرق، والمستقبل الزاهر وعبق الماضي التليد، في توازن، وتناغم يحمل روح الإيمان بالمبادئ، والثبات على القيم، ونهضة الأخلاق والسلوك.

ولما كانت السياحة تتسم بالعالمية، لذلك لا يجب أن تقف عند نقطة معينة، أو أن تضع نفسها في صندوق يبعدها عن الواقع أو يمنعها من مسايرة التطوير والتحديث، كما أنه ليس في قاموس السياحة فوات الأوان، بل هي عملية مستمرة تتطور بتطور مراحل الإنسان، وتنوع احتياجاته، وارتفاع مستوى طموحاته، واتساع نظرته للمستقبل، وقراءته لما يحصل في العالم من جهود، لذلك فهو يضع السياحة الوطنية أمام مقارنات مستمرة.

وبالتالي أهمية أن يرافقها مزيد من المتابعة والاستجابة الفورية، لأنها تعبر عن روح التغيير التي يسعى الشباب إليها ويؤمن بها، ويضمن قدرتها على تكوين تأثير إيجابي في مزاجه الشخصي وذوقه العام، لذلك كانت نتائجها محطة تقييم مستمرة من المواطن والمقيم حول المسار الذي تتجه إليه خيوط التطوير السياحي.

إن السياحة بذلك لغة حالمة تتجه إلى البحث في أعماق التفاعل الإنساني ووجدانيات المشاعر ونظارة الفكر، وهدوء السلوك، وأريحية المكان، ونظافته واحتوائه، ليكتشف فيه السائح رقي المزاج والذوق العام والمشاركة الإيجابية، ونقل الخيال المطور للسياحة، المجدد لفلسفتها والمنوّع لأنشطتها، لنكتشف خلاله جمال المبنى وحكمة المغزى.

فإن الدور المعقود اليوم على السياحة الوطنية في صناعة تحول في السلوك السياحي لضمان كفاءته وانتاجية وقدرته على استشراف الأبعاد المستقبلية للسياحة وتقديم صورة السياحة الوطنية للآخر وفق منهجيات حكيمة ومسارات واضحة مستخدمة أفضل الأساليب وأنضج الممارسات.

أخيرا، يبقى على الإرادة السياحية الوطنية أن تعمل على استثارة هذه الروح الإيجابية، والفرص النوعية، والمحطات المتجددة، لتعزيز الاستثمار الكفؤ للفرص الوطنية الطبيعية والتراثية والسياحية والمتنزهات وغيرها، لمزيد من العمل السياحي المؤطر، والفرص السياحية التنافسية الواعدة.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*