يكتبه: حمدان البادي|
“كأنه العيد” هذه العبارة هي أبلغ وصف للأيام الماضية حيث عبر العمانيون عن لحظات الفرح والوناسة بالذبائح التي أقاموا لها احتفالاتهم أين ما تيسر لهم الحال، قد لا أبالغ إن قلت إن تحت كل شجرة كان هناك جدر طبخ “صفرية” تثور وأطفالا يلعبون وأفرادا التم شملهم مع الأسرة الكبيرة في لقاء يعزز من روابطهم.
هناك من استكثر علينا هذه اللحظات ووجدها فرصة ليجلد بها الحكومة وتقصيرها في إيجاد أماكن ترفيهيه يتنفس فيها الناس وحاولوا تشويه هذه اللحظات باستدعاء تجاربهم غير الناجحة وإسقاطها على الوضع العام، وآخرين بالغوا في عرض خدماتهم على أساس إن الطلب أكبر من المعروض وقد ظهر ذلك واضحا في الفنادق وصالات الألعاب وبعض الأنشطة الترفيهية التي يقوم عليها أشخاص منا وفينا كنا ننتظر منهم تقديم عروض خاصة أو على الأقل يحافظوا على تسعيرتهم المعتادة.
ولأن الإجازة كان معلن عنها منذ وقت بما يسمح للتخطيط واستقبال السياح، إلا أن الحضور فاق التوقعات ومع ذلك من شأن التخطيط الجيد أن يؤدي إلى تلافي الكثير من التحديات التي قد تطرأ كالزحمة على الخدمات الأساسية ونقص دورات المياه وغيرها من التحديات.
كانت دبي والرياض ومكة والقاهرة وشمال إيران من أبرز الوجهات التي شد العمانيون رحالهم إليها لوجود عروض مسبقة محفزة ولايزال هناك من يصاب بالحساسية من هذه الهجرة السياحية التي تعد طبيعية ولا أعتقد إن هناك بلد قد تمكن من إقناع مواطنيه بصرف أموالهم على الترفيه والسياحة داخل البلاد مهما كانت العروض والمغريات المتاحة.
بائعو الكرك والمشاكيك والمأكولات الخفيفة هم نموذج لمن يحاول أن يشعل شمعة ويستفيد من الحركة النشطة والسياحة تثري ومما يؤسف له إن عددا كبيرا من الولايات التي تشهد حركة سياحية نشطة مع كل إجازة لاتزال بعيدة عن استثمارات أبناء البلد ولا حتى الشركات الأهلية مع يقيني إن أي نشاط مهما كان بسيطا سيكون له أثر كبير .
إن كانت هناك كلمة أخيرة فهي للجهات الخدمية الحكومية وللمستثمرين من الأفراد والمؤسسات بضرورة الاستفادة من هذه الحركة النشطة وتوظيفها مستقبلا بما يخدم الحركة السياحة بشكل أكثر تنظيما، صحيح أن الناس قد تتدبر أمرها وعندها القدرة على الاستمتاع بوقتها حتى لو تحت سمرة أو في حوش البيت لكن بعض الأساسيات مطلوبة والقليل من التنظيم لن يضر.