يكتبه: د. رجب بن علي العويسي|
مع بدء العام الدراسي الجديد 2021- 2022 وانتظام الطلبة في فصولهم الدراسية، بعد غياب عام ونصف العام بسبب جائحة كورونا ( كوفيد19)، تتجه الأنظار إلى ان يؤدي التعليم دورا استثنائيا في قادم الوقت، وتأثيرا أكبر في بناء فقه السياحة وفرص نجاحها وقيمها وأخلاقها في سلوك الطلبة، إذ أن قدرة التعليم على إحداث تحول في سلوكهم وقناعاتهم حول السياحة، سوف يضمن قدرة هذا القطاع على تحقيق أولوياته في رؤية عُمان 2040، وسيحظى بالمزيد من الاهتمام والمتابعة والدراسة والتحليل والقراءة المعمقة في فقه الطلبة التعليمي وإنتاج مستلزمات السياحة عبر تطوير أفكارهم وأطروحاتهم نحوها.
على أن قدرة الطالب على التعاطي مع السياحة بروح عالية وثقة كبيرة، بحيث تستحوذ على اهتمامه، ويمنحها وقته وجهده، ويتعامل معها بثقافة راقية ومهارة عالية، واستشعار الميزة التنافسية التي تتميز بها طبيعة السلطنة بفضل الله تعالى، مرهون بصورة السياحة في المرآة التعليمية والمفردات والقيم والمفاهيم السياحية التي يتلقاها الطلبة في مناهج التعليم، وطرائق التدريس، والأنشطة والبرامج، والمسابقات والفعاليات، وثقافة المعلم السياحية، ونظرته وتقييمه للسياحة الوطنية، والممكنات التي يعمل على تعريف الطلبة بها وتوجيههم إليها حول السياحة.
ومعنى ذلك أنه كلما اتسمت صورة السياحة في المكون التعليمي بالوضوح والمهنية والاحترافية والتنوع والواقعية، كلما أسهم ذلك في انتاج فقه سياحي رصين قادر على الثبات والاستدامة والتكيف مع ظروف الواقع، بحيث تجد في فقه الطلبة من يسعى إلى الارتقاء بها، ويعمل على امتلاك أدوات نجاحها، ويصنع من القيمة التنافسية للسياحة العمانية محطة لالتقاط الانفاس لعمل سياحي أصيل.
عليه تأتي أهمية إعادة قراءة مفهوم السياحة العمانية ومكوناتها ومقومات نجاحها في المحتوى التعليمي، بشكل يتناغم مع التحولات المأمولة في هذا القطاع، وتسليط الضوء على التنوع السياحي والثقافي والبيولوجي والبيئي، بما ينعكس على دور الطلبة، وهم في مقاعد الدراسة، في إعادة انتاج مفردات السياحة العمانية، من خلال مشروعاتهم وابتكاراتهم ومبادراتهم التنافسية لتتكيف مع اقتصاد المعرفة وتوظيف التقنية الحديثة، وتمكينهم من اثبات بصمة حضور لهم في التسويق للمنجز السياحي.