بقلم: د.خالد عبدالوهاب البلوشي | تشكل الرسالة الإعلامية أهمية في أي قطاع من القطاعات التي تمثل قدرة على جذب الرأي العام. ومن هنا فإن جلالة السلطان – حفظه الله ورعاه- أكد ذات مرة أثناء الانعقاد السنوي لمجلس عمان 2004 في نطقه السامي قائلا: ” إن قطاع السياحة أصبح يشكل أحد العائدات الأساسية لكثير من دول العالم المتقدمة ونظراً لما حبا الله به بلدنا من تنوع بيئي وجغرافي ومقومات من الممكن أن تجعل منه أحد المحطات الرئيسية لذلك الغرض في المنطقة اتخذنا قراراً بإنشاء وزارة تعنى بهذا القطاع الحيوي المهم ألا وهي وزارة السياحة والتي نأمل من القائمين عليها أن يسارعوا في تبني الإجراءات والخطوات المدروسة الكفيلة بتنميته في القريب العاجل ـ إن شاء الله ـ وذلك بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى المعنية والقطاع الخاص.”
ومن هنا انطلقت مسيرة تعزيز هذه الصناعة الهامة والآن وقد مر أكثر من عقد كامل على تأسيسها نرى أنها ما زالت بحاجه إلى خلق مبادرات الوعي السياحي الداخلي .
نحن بحاجه إلى ” لجنة الوعي السياحي” وتكون بعضوية عقول من خارج وزارة السياحة وتعمل بشراكة مع واضعي استراتيجية السياحة حتى ترسم معها ملامح حملة وطنية لرفع الوعي السياحي لدى المواطنين.
وتضع محاور منها توعيه المواطن وتدريبه وتأهيله من خلال نشر خطاب سياحي عام يوجه إلى كل فئات المواطنين فهم أصحاب هذا الوطن. ولما لا يتشارك معنا الوافد المقيم ويتم استهدافه أيضا حتى نعمل على خلق رؤية محلية شاملة.
ويجب ان تكون هناك رسالة إعلامية يتم توجيهها إلى شرائح المجتمع المستهدفة. حيث يجب يجب ان يعرف المواطن من خلال هذا الخطاب ان صناعة السياحة تعمل على تنمية الصناعات البيئية والتقليدية والحرف اليدوية للمجتمع المحلي القائمة عليها وان فوائدها الاقتصادية كثيرة.
كما يتوجب أيضا ان يحتوي الخطاب السياحي على رسالة هامه مفادها أن السياحة نشاط إنساني بحت ذَا فوائد جمة، خاصة وان الشعب العُماني معروف بكونه مضياف ودائما يحسن ضيافة زائريه.
والتأكيد على خلق وتعميق حب الآخر وبيان أهمية صناعة السياحة خاصة في الوقت الراهن الذي تمر به المنطقة والعالم أجمع من تقلبات وأزمات اقتصادية وسياسية، فهناك من يبحث عن موطن الأمن والأمان والسلام، وها هي عمان التي أستطاعت ان تحتوي بين اَهلها كل هذه الصفات بفضل حكمة قائد ينبذ العنف ومحب للسلام.