يكتبه: محمود النشيط|
إعلامي بحريني dailypr
الحمد لله على نعمة تطور التعليم في دول مجلس التعاون الخليجي، وهي ترتقي إلى مستويات متقدمة ومشرفة على قائمة التعليم العالي الأكاديمي والمهني في مختلف التخصصات، وهذا المؤشر الإيجابي خرَّج مجموعة كبيرة من الشباب المؤهلين أكاديمياً لشغل مواقع ومناصب في القطاع السياحي ما زالت محصورة على الوافدين من مختلف الجنسيات، ولا يمكن التقليل من مهاراتهم ودورهم في التنمية السياحية، إلا أنه حان الوقت ليقدم المواطن عطاؤه للوطن وينعش هذا القطاع الحيوي.
سؤال طرح بشكل واسع وعلى مدى سنوات طويلة، إلا أن التفاعل معه محدود مع أخذ الأسباب التي كانت تطرح سابقاً بعدم وجود طاقات مؤهلة أكاديمياً لهذه الأعمال في قطاع السياحة بشكل عام، والسفر والفندقة بشكل خاص رغم أن الطاقات الشبابية الوطنية أثبتت جدارتها في التنمية في عدة قطاعات أخرى ولن يكون هذا القطاع بالصعب عليها إذا ما تم تهيئة الأجواء ومنحهم الفرصة لإثبات ذلك واقعياً بعد التدريب والتأهيل للمساهمة في تعزيز دور السياحة الوطنية نحو العالمية.
كليات السياحة تعلن سنوياً عن تخريج دفعات من الجنسين في تخصص السياحة والسفر والفندقة بعد تلقيهم دورات في مرافق ومواقع سياحية وفندقية في البلاد اكتسبوا خبرة مناسبة تأهلهم للإندماج في سوق العمل، وإحلالهم الوطني ليكونوا خير واجهة وطنية لاستقبال الزوار من دون التقليل أو المساس من شأن ومكانة العاملين الآخرين من مختلف الجنسيات أصحاب الدور البارز إلى ما وصل إليه القطاع لحد الآن.
مجموع العاطلين من الخريجين متفاوت بين الدول الخليجية بحكم حجم القطاع فيها، والفرص الاستثمارية التي تكون في الغالب سبباً وجيهاً لاستقطاب الخريجين والإستفادة من الدعم الحكومي الذي تقدمه الدولة لمن يوظف الخريجين بالمساهمة في دفع راتبه بنسب متفاوتة ولمدد مختلفة من بلد لآخر مما ساهم في تقليل قائمة الباحثين عن العمل من خريجي هذا القطاع، وبعظهم اليوم تقلد مناصب إدارية متقدمة بفضل الصبر من أجل أكتساب الخبرة الشاملة حتى يكون مؤهلاً لتحمل المسؤولية.
المستقبل واعد أمام القطاع السياحي، والتوجه الحكومي لدعم هذا القطاع مشتركاً مع الجهات المختلفة من بينها التعليم سوف يفتح آفاقاً رحبة للخريجين من المواطنين وفق المؤشرات الاقتصادية التي تقرأ الوضع بعد 5 أو 10 سنوات قادمة، وإن دور الوافد للعمل في هذا القطاع لن يتأثر بشكل كبير لحاجة العملية السياحية التنموية إلى جهود جبارة مجتمعة لتحقيق الهدف المرجو بقيادة وطنية تتحمل المسؤولية الكاملة للمحافظة على مكانته بين الدول السياحية والارتقاء به نحو العالمية.