مقال| السياح وسرقة البطاقة الإئتمانية

يكتبه: محمود النشيط |

إعلامي بحريني dailypr

يتعرض سنوياً بعض من السياح إلى السرقة عبر طرق إحتيالية عديدة، أبرزها عند استخدام البطاقة الائتمانية التي وجدت في الأساس للمساعدة بدل حمل الأموال نقداً، وكان أول ظهور لها في الانتشار بهدف مساعدة المسافرين على الصرف بطرق حديثة آمنة تجنبهم الحاجة إلى المصارف لتأمين مبالغ مالية لدفع مشترياتهم أو الإستخدام الطارئ في المستشفيات والفنادق رغم كل التحذيرات الصادرة عبر مختلف الوسائل.

وأخذت هذه البطاقات في الانتشار السريع وتسابقت البنوك وشركات الصرافة والمالية في طرح امتيازات متنوعة تلبي جميع أذواق المسافرين أو عشاق التسوق للاستخدام بالعملة المحلية أو العالمية، بنسبة أرباح متفاوتة وفترة سماح للسداد تصل حتى 50 يوماً، بالإضافة إلى الاستفادة من خدمات الضيافة في المطار أو نسب تخفيض في بعض المطاعم والفنادق وشركات الطيران مما جعل الإقبال عليها بشراهة.

هذه البطاقة المالية جعلت العيون تتفتح عليها من قبل العصابات وأول المستهدفين طبعاً هم السياح الذين من بينهم من دون الرقم السري على البطاقة خوفاً من النسيان رغم حرص الجهات الصادرة على أن تكون الحماية للبطاقة عالية جداً، وأنه في حالة الطوارئ مثل السرقة أو الضياع الاتصال على مدار الساعة لإيقاف مفعول البطاقة عن العمل لتصبح من دون قيمة مالية وتتحول لمجرد بطاقة بلاستيكية لا أكثر إذا ما تم إكتشاف المصيبة والتبليغ الفوري قبل إستفادة من وصلت إليه البطاقة في كل الأحوال.

الطرق الاحتيالية المتبعة في الدول الأوروبية لا تختلف كثيراً عن أساليب العصابات الإجرامية في شرق آسيا أو أفريقيا والشرق الأوسط، وإن وجود ثغرات أمنية في نظام الحماية على البطاقة هو الذي يسهل إختراقها، كما أن استخدام البطاقة في أماكن تستخدم تكنولوجيا بدائية يجعل من معلوماتك المالية مباحة للقراصنة الالكترونيين ويجعل كل ما في رصيدك ملكاً لهم في لحظات قليلة.

على المسافرين الإدراك تماماً إن عودة المبالغ المسروقة إلكترونياً غالباً لا يكون، وإن عودة مبلغ التأمين بعد إرجاع السيارة المستأجرة مثلاً في بعض الدول من المستحيلات، وتخصيص بطاقة خاصة عند السفر بمبلغ معين يمكن أن يوقف الخصومات التي تستمر بحجج المخالفات أو إكتشاف خدوش في السيارة وهذه من الأمور التي يصعب عليك حلها وأنت في بلدك.

النصيحة الأبرز لتفادي كل ذلك هو الحذر بشدة عند التعامل بالبطاقة الإئتمانية وأن يكون أستخدامها المحدود في أماكن معروفة تتبع نظام بنكي آمن، وأن تخصص بطاقة منفصلة للسفر بمبلغ معين، كما يجب التأكد من نوع العملة بعد المبلغ على شاشة الجهاز الذي تستخدم فيه البطاقة التي تعمل على عدة عملات محلية وعالمية، ويمكن أن توقعك الطرق الاحتيالية في شباك المحتالين وتدفع مثلاً 100 دولار مقابل وجبة غذاء سعرها الأصلي هو 100 ليرة فقط، ولم تنتبه قبل الضغط على زر الموافقة لتصدم بالرسالة النصية على هاتفك بعد فوات الأوان وأنت في بلدك لأن نظام الرسائل لم يكن يعمل وأنت مسافر بسبب تغير بطاقة الهاتف وهي من المشاكل الأبرز التي يقع فيها المسافرون بشكل كبير.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*