يكتبه: يعقوب بن يوسف البلوشي|
خدمت منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية عدة أشكال من النمو في الصالح المشترك وشعوب الخليج إلا أن التكامل النهضوي لم يكن على أكمل وجه، وانما حظى بانفرادية بعض القرارات الاقتصادية.
فلو تمعنّا النظر في النمو السياحي في المنطقة لوجدنا أن مملكة البحرين ودولة الامارات العربية المتحدة تبنّتا القطاع السياحي وآمنتا به لتحقيق تنمية اقتصادية وتطويراً للخدمات وتحسيناً لمنشآت الترفية والضيافة، وبالتالي توفرت لديهم عوامل الجذب للسائح وبات تنوع الفنادق والمنتجعات ميزة جاذبة وتنافسية تخدم القطاع والسائح على حد سواء، فيما تخلفت الدول الأخرى عن اللحاق بهذا التطور في تلك الفترة، وإذا وضعنا هذا النمو في السياق الزمني لوجدنا أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين قد بدأتا مرحلة البناء مبكراً في بداية التسعينيات ثم لحقت دولة قطر بركب التطور والتنمية السياحية في بداية الألفية لإيمانها بأهمية تمكين القطاع السياحي وتذليل الصعاب لتحسين المنشآت والخدمات السياحية واستضافة الفعاليات والأحداث الدولية التي من شأنها أن تخدم الجانب الإقتصادي وتعريف السياح بالمنشآت الجديدة وتطور مستوى الخدمات والمنتج السياحي في الدولة.
فحين تؤمن القيادة بالدور السياحي في رفد الإقتصاد فإنها تبدأ العمل به ضمن منظومة استراتيجية متسارعة وهذا ما حققته المملكة العربية السعودية قبل 4 سنوات من الآن، من خلال البدء في تسويق الإمكانيات السياحية وتحسين المرافق وتهيئة المواقع السياحية وذلك بعدما أوضحته البيانات الإحصائية أن معدل إنفاق السائح السعودي خارجياً قد وصل لمستويات عالية، وبالتالي ارتأت الحكومة السعودية توفير سبل الترفيه وتمكين السياحة من خلال تحديث المنشآت الفندقية وتطوير الخدمات السياحية وبلورة المواقع ذات الصفة السياحية بطابع حديث مثلما حصل في منطقة العُلا التي باتت حديث المنطقة في النمو السياحي ووجهة بارزة في آخر سنتين في المنطقة بعدما قامت الحكومة السعودية في بناء مطار سياحي خاص لتمكين المرافق والخدمات لأجل جذب السائح السعودي والسائح الدولي وأيضاً قامت هيئة الترفية بإستحداث موسم الرياض من خلال جلب العديد من الفعاليات الضخمة وخلق حركة سياحية نشطة في العاصمة السعودية مما أعطى إنطباع جيد برغبة الحكومة بالمضي قدماً نحو القطاع السياحي.
فهل ستؤمن حكومتنا بأهمية القطاع السياحي في رفد الاقتصاد وتعزز من إمكانياته وتحسّن الخدمات والمرافق وتطور المواقع السياحية في السلطنة آسوة بغيرنا في المنطقة!!. ويتم بالتالي تحقيق تكامل اقتصادي حقيقي لمنظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية عبر إشراك المصالح الاقتصادية والسياحية؟.