مقال| السياحة في البحرين بقيادة شبابية

يكتبه: محمود النشيط |

إعلامي بحريني dailypr 

خلال الأشهر القليلة الماضية شهدت هيئة البحرين للسياحة والمعارض نقلة نوعية في التعيينات والترقيات الإدارية التي أحتل فيها الشباب البحريني مناصب قيادية في عدة تخصصات مهمة من أجل دفع القطاع السياحي نحو التطور محلياً من خلال تعزيز المواقع السياحية، وخارجياً عبر تفعيل قنوات الترويج السياحي للبلاد.

سنوياً تخرّج جامعة البحرين طلبة التخصص السياحي، ويعملون في القطاع الفندقي، بالإضافة إلى شركات السفر والسياحة، والخدمات اللوجستية التي تخدم القطاع بشكل عام والسائح بشكل خاص مع دخول الكثير منهم في مهنة الإرشاد السياحي وإتقان عدة لغات بمهارة عالية تلبي جميع أذواق السياح.

وكانت مملكة البحرين الجزيرة الصغيرة في مساحتها الجغرافية وموقعها الاستراتيجي في قلب الخليج العربي وعلى مدى عقود طويلة محل استقطاب للأفواج العربية والأجنبية مع بداية القرن الماضي بعد افتتاح أول مدرسة نظامية للبنين في الخليج عام 1919، وفي عام 1926 للبنات، وشارك في العملية التعليمية بجانب العنصر البحريني بعضاً من المعلمين العرب، ومن بعد ذلك في عام 1932 دخلها الأجانب الغربيين للعمل على استكشاف النفط وساهموا كلهم بعد ذلك في عمليات الترويج السياحي للبلاد بطرق مباشرة وغير مباشرة لما اشتهرت به مثل اللؤلؤ البحريني الذي وصل إلى أقصى الشرق والغرب من العالم، ومعالمها الأثرية مثل قلعة البحرين ومدافن حضارة دلمون التاريخية.

البحرين الحديثة على الخارطة السياحية تميزت كثيراً وقدمت مشاريع سياحية متعددة كان آخرها سياحة الأعراس التي حظيت باهتمام الإعلام العالمي، وجاء استقطاب إقامة حفلات الأعراس الهندية في مملكة البحرين نقلة نوعية لا تقتصر على العريسين فقط، وإنما بحضور جميع المدعوين والإقامة على مدى أسبوع كامل في الفنادق والمنتجعات والتسوق في الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية مع القيام بجولات سياحية في مختلف المواقع بالمملكة.

مهمة الشباب البحريني الذي عهدت له الحكومة إدارة قطاع تنموي هام، بدأت بتقديم رؤيتها إلى الوزير المعني، وعقدت الاجتماعات المباشرة للمحافظة على موقع البحرين السياحي وتعزيز الموقع الإعلامي بشكل أوسع عبر المشاركة في المعارض والمؤتمرات المتخصصة مع تفعيل دور السفارات والقنصليات ممثلات مملكة البحرين في الخارج لتكون حلقة الوصل لاستقبال المستثمرين الطامحين في الاستفادة من الخدمات الداعمة لتنمية هذا القطاع الذي تولي له الحكومة اهتماماً كبيراً.

الجائحة التي أثرت على القطاع السياحي عالمياً لم توقف حركة التطوير وإنشاء الفنادق العالمية بمختلف تصنيفاتها التي اتخذت من مملكة البحرين مقراً لها، وتوفير مرافق ترفيهية تناسب كل الأذواق لا سيما العائلية التي تصل سنوياً للسياحة عبر جسر الملك فهد الحيوي، أو عبر مطار البحرين الدولي الحديث مع ميناء خليفة الذي يستقبل سنوياً أكبر البواخر السياحية العالمية، وهي مقومات تلبي حاجة السياح المختلفة لقضاء وقت ممتع لا ينسى لإعادة الزيارة.

تاريخ مملكة البحرين قبل وما بعد الميلاد والإسلام هو امتداد لحضارات عالمية كثيرة، وما زالت هذه الآثار والمعالم باقية إلى يومنا الحاضر ومسجلة رسمياً على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، مع مواصلة العمل الحثيث لإقامة الفعاليات والمهرجانات الفنية المصاحبة التي تستقطب عشاقها من الداخل والخارج.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*