فن النانا.. موروث تقليدي في محافظة ظفار

سدح – العمانية |

 تعكس الفنون التقليدية تراث الأوطان وتنقل عادات المجتمعات وتقاليدها بين مختلف المناطق معبّرة عن آرائهم ومشاعرهم وأفراحهم. 
ولفنون عُمان التقليدية في محافظة ظفار مذاق خاص نظراً لازدواج اللغة في المنطقة حيث يتكلم أهل الجنوب اللهجة العربية العُمانية واللهجة الجبالية الشحرية ولعل من أهم الفنون التي كان للأمسيات الريفية الدور الأبرز في المحافظة عليها وتطويرها، فن “النانا “. 
ولفن “النانا” قواعد وأصول وله شعراؤه من الرجال والنساء وله ملحنوه الذين يستوحون ألحانه من مظاهر الطبيعة المختلفة كما يعبّر شاعر (النانا) عن مختلف جوانب الحياة. 
ويقول سعيد بن سالم الحكماني شاعر ومؤدٍ لفن النانا “، إن فن النانا فن ظفاري طربي شجي لا تصاحبه أي آلات موسيقية يعتمد على الأداء الثنائي في الأصل وقد يؤدى بشكل فردي أو جماعي، فهو فن متجدد الألحان خفيف في نغماته طارب بألحانه عميق المعنى وإن كانت قصيدة النانا لا يتعدى حجمها بيت الشعر العربي الفصيح والذي يتكون من شطرين هما صدر البيت وعَجُزُه. 
وعن شكل النص الشعري والمفردة في فن “النانا” يضيف قائلاً: إن قصيدة النانا تتكون من شطرين ينتهيان بقافية موحدة وقد يطول النص إلى عدة أبيات بالنظام نفسه وهناك نوع آخر من قصيدة “النانا” يسمى التثليث وتتكون القصيدة فيه من ثلاثة مقاطع قصيرة في الشطر الأول وأخرى كذلك في الشطر الثاني شريطة أن يتفق الصدر والعَجُزُ على القافية ذاتها. 
أما فيما يتعلق بالمفردة فقد تطوّرت من حيث القوة والجزالة فكانت بسيطة سطحية تدور في دائرة الحب والعاطفة وأصبحت الآن قوية ذات أبعاد دلالية عميقة في جميع أغراض الشعر المتعارف عليها في الشعر العربي. 
ويقول الحكماني إن الأمسيات الريفية لعبت دوراً مهماً في الحفاظ على فن “النانا” وتطويره ونقله للأجيال وإن هذه الأمسيات أفرزت عبر تاريخها كمًّا هائلًا من النصوص الشعرية الخالدة في مجال “النانا” إضافة إلى دورها الفاعل في تغذية هذا الفن بأعداد كثيرة من الشعراء وصقل مواهب الناشئة في هذا المجال. 
وعن أوقات انعقاد الأمسيات الريفية يوضّح سعيد الحكماني، أن الأماسي الريفية قديما تنشط عادة عقب المواسم الماطرة عندما تنبت الأرض وتزدان الطبيعة وكذلك في الليالي المقمرة في موسم الصرب وفي الأعراس قديما؛ تحديداً في الليلة التي تسبق يوم إقامة وليمة العرس وكذلك في المناسبات الاجتماعية العامة المختلفة، أما في الوقت الراهن فقد كان للأمسيات الريفية مساحة كافية في المهرجانات الأهلية والسياحية في السلطنة وتقام بشكل رسمي شأنها شأن أي أمسية ثقافية.   

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*