مقال| مصادر معلوماتك عن الوجهة الجديدة

يكتبه: محمود النشيط |
إعلامي بحريني – dailypr 

لجأت بعض الدول وشركات الطيران للترويج إلى السياحة في بلدها عن طريق الإستعانة ببعض من يعرفون بـالـ (فاشينستات)، أو المؤثرين الذين لديهم أعداد كبيرة من المتابعين، ودائمي التفاعل على وسائط التواصل الاجتماعي المختلفة بغية تحقيق نجاح سريع في جذب السياح بأكبر قدر ممكن رغم التكلفة التي يتقاضاها من يقوم بهذا العمل مقارنة بالطريقة التقليدية التي كانت متبعة في السابق عبر النشر في الصحف والمجلات العامة أو المتخصصة بعد دعوة مجموعة من الصحفيين المتخصصين في الشأن السياحي لزيارة البلد وعمل جولة على المواقع السياحي ولقاء صحفي مع المسؤولين ينشره كلاً في بلده.
الإعلان السياحي الحالي والسريع فيه بعض من الأمور التي تستدعي من الراغب في السفر التأكد من عدة أمور، ولا ينخدع بالصورة التي يشاهدها بواسطة “الفلتر” الذي يجمل وجوه المقدمين ويخفي العيوب التي لا يمكن أن تفر منها إذا ما صادفتها في رحلتك بناء على التوصية من “الفاشنسيتا” التي تتابعها.
الجهة المستضيفة لمقدمي الإعلان تقدم له أرقى الخدمات VIP إبتداءً من رحلته على درجة رجال الأعمال، والإستضافة في المطار، إلى تخليص الجوازات والأمتعة في الخط الخاص، ومن ثم نقله في سيارة فارهة فيها كل سبل الراحة، والإقامة في فندق أو منتجع فئة الخمس نجوم، أما الخدمات الفندقية فكلها متاحة له، والطعام من أرقى المطاعم، والجولات تكون في المواقع التي تتصف بأعلى درجات الجذب السياحي من ناحية التنظيم والحداثة ورقي الخدمات وغيرها من أمور لا تظهر الوجه الآخر.
هذه الصورة كلها تساعد المتابع على أخذ القرار الفوري في الحجز بناء على ما شاهد وسمع، إلى أن يصدم بالواقع بدايةً من شروط إستخراج التأشيرة إذا كانت مطلوبة، ومن ثم في إجراءات المطار خاصة في مثل هذه الأوضاع الصحية، وبعد ذلك في الطيران على الدرجة السياحية لإنخفاض سعرها، والإنتظار في طابور طويل عند الوصول لإنهاء الإجراءت وأخذ الأمتعة لتبدأ المعاناة مع الحصول على سيارة أجرة توصله إلى الفندق بسعر معقول، وما أن يصل حتى يخبره موظف الاستقبال عليك الإنتظار حتى الثانية أو الثالثة بعد الظهر لاستلام الغرفة وتعب السفر قد أحدث فيك ما لم تشاهده أو تسمعه من المؤثر أو “الفاشنيستا”.
لا يمكن التعميم على ما يقوم به مروجو الإعلانات عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنها سلبية وإنما هناك من يراعي تحمل المسؤلية في نقل الواقع من دون تجميل خادع، بينما التغطية الصحفية لأي بلد التي يقدمها الصحفي المتخصص تكون بشكل احترافي يصف فيها الرحلة بكل تفاصيلها، وينقل خطواته اليومية مع مشاهداته الحقيقية بكل مسؤولية من دون نكران الخدمات الخاصة التي قدمت له من قبل الجهة المستضيفة لإيمانه بأنه يحمل أمانة إلى القراء الذين يثقون فيما ينشره، وتحاسبه المؤسسة التي يمثلها عند المخالفة، ويتداول ما نشره بين الجمهور ويمكن أن يعرضه للمسائلة القانونية إذا ما جمل أو بالغ في العرض على حساب ما تمتع به في الإجازة المدفوعة من قبل الشركة الداعية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*