يكتبه: د. رجب بن علي العويسي |
تحفل السلطنة بميزات طبيعية بحرية وجبلية وصحراوية تنافسية، تحقق لها الكثير من الفرص لوضعها على خريطة السياحة العالمية.
وتشكل الرياضات البحرية والجبلية والصحراوية اليوم أحد الرياضات التي تحظى باهتمام مختلف فئات المجتمع حول العالم، كونها موروث حضاري مارسه الإنسان العماني باحترافية وتعامل معه بمهنية، حتى أصبح أحد الهوايات التي اتجه إليها الشباب في الآونة الأخيرة، في كسر حاجز الروتين، وحب المغامرة والاكتشاف، وأصبح لهذه الرياضات ممارسيها ومتابعيها وهواتها ومحترفيها ومواسمها وبيئاتها على مستوى العالم، كما وجدت الاتحادات الدولية المتخصصة الراعية لها.
ومن منطلق تحقيق هدف السياحة في رؤية “عُمان 2040” باستقطاب أكبر عدد من السياح الوافدين إلى السلطنة، فإن تحقيق مستويات عالية من الجاهزية والتنظيم والتقنين والتشريعات والقوانين وتوفير معايير الأمن والسلامة وتهيئة هذه البيئات، وربط هذه الجهود بتحقيق اقتصاد السياحة الواعد، وتوجيهها لرفع مساهمة السياحة في الناتج المحلي، ثم استقطاب الأحداث والمواسم العالمية الكبرى في هذه الرياضيات، وتشجيع فرص الاستثمار الأجنبي فيه، والقطاع الخاص المحلي والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ابتكار الأدوات واستصدار التراخيص للأنشطة التدريبية والتسويقية والسياحية المتخصصة في هذه الرياضات سوف يعزز من كفاءة الخيارات السياحية الوطنية ومردودها الثري على إنتاجية هذا القطاع.
على أن الوصول إلى فرص نجاح مستديمة من هذه الرياضات، ليس فقط في استقطاب الأفواج والحملات السياحية لممارستها في بيئات السلطنة، نظرا لتنوعها وكفاءتها وانسجامها مع طبيعة هذه الرياضات ومتطلبات نجاحها؛ بل أيضا بما تتيحه للسلطنة من فرص إبراز ما يتميز به الإنسان العماني من مهارات تخصصية في تسلق الجبال واكتشاف الكهوف والمسارات الجبلية، والتجديف والغوص، وحياة الترحال والتنقل والعيش في الصحراء، وما يحمله ذلك من فرص إعادة انتاج الموروث الحضاري العماني وتسويقه وترويجه وتشجيع الشباب على المنافسة والاحترافية فيه.
ويبقى إدماج هذه الرياضات في منظومة اقتصاد السياحة الواعد، مرهون بحجم الجدية والإخلاص، والتكاملية والشراكة، والجهد المبذول على أرض الواقع، ورفع درجة التنسيق في ظل تعددية المؤسسات المعنية بهذه الرياضات، وجودة التشريعات، وكفاءة المعايير المعتمدة لوضع هذه الرياضات ضمن الخارطة السياحة لعُمان.