مقال| رسوم السياحة الجيولوجية


يكتبه: يعقوب بن يوسف البلوشي|

تمتاز السلطنة بتنوع فريد من التضاريس الجبلية والصخرية والرملية في مختلف محافظات السلطنة، مما جعلها تصنف كأحد الحقول الجيولوجية بالعالم نظراً لما تتمتع به من تكوينات جيولوجية تشكلت عبر حقب مختلفة من الزمن.  
والسلطنة تزخر بسياحةٍ جيولوجية مميزة، وطبيعةٍ بيئية أصيلة، تجعل منها قِبلةً فريدة للراغبين في استكشاف الطبيعة الجيولوجية العُمانية وللمهتمين في الجانب الجيولوجي بشكل عام.
ولنا في السلطنة عدة نماذج مهيأة للسياحة الجيولوجية بشكلها المكتمل، منها وادي بني عوف الذي يمتاز بحجره الجيري فيمكنك مشاهدة بعض الأحافير الساكنة في الصخور التي ترجع إلى العصر الطباشيري، وفي أجزاءٍ منه تتحول صخور (الطمي) إلى مسننات حادة وأشكال مدهشة بصرياً في تمازج أنواع الصخور على مدار السنين، وأيضاً طريق وادي النخر حيث تجد المتعة في ملامسة ومشاهدة الصخور ذات الملمس الزجاجي، مما يدل على ضغط المياه الكبير الذي يتخلل هذا الوادي أثناء جريانه مما يشكل تنوعاً صخرياً على جنبات الصخور ونحتها طبيعياً على مدى الزمن، ويعد وادي مستل متنزهاً جيولوجياً مختلفاً من حيث وقوعه تحت نطاق من الحجر الجيري ويعود تاريخه لحوالي 120 مليون عام، وتوجد به بعض الشواهد والبقايا الأقدم لبعض الترسبات الجليدية في السلطنة. بالإضافة  إلى طريق وادي السحتن الذي يوجد به تنوع تضاريسي وجيولوجي فريد من نوعية الصخور الكالسايت التي تمنح الشكل الصخري تميزاً في الألوان والتكوين وأيضاً هناك العديد من التفاصيل الجيولوجية في كهف الهوتة من تشكيلات النوازل والصواعد الكلسية التي نمت خلال سنين طويلة، بالإضافة إلى غرفة الإذابة الأكبر في العالم في طوي اعتير وكهف مجلس الجن الذي يعود تاريخه إلى العصر الحديث السابق أي منذ 45 مليون عام وتحتوي على الكثير من الأحافير، وتعتبر حجرة الكهف إحدى أكبر الغرف الكهفية في العالم وتبلغ مساحتها 4 ملايين متر مربع.
لكن تبقى جميع هذه التفاصيل في الثروة الجيولوجية متاحة مجاناً لجميع السياح والزوار ولا تستفيد الدولة اقتصادياً من هذه الثروة والتي لابد أن تستغل لصالح تطوير المناطق المحيطة وتحسين الخدمات للتهيئة السياحية في هذه المناطق من خلال فرض بوابات دخول برسوم رمزية لتتحقق الفائدة الاقتصادية للسلطنة من هذه الثروات الطبيعية.

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*