يكتبه: د. رجب بن علي العويسي |
تمثّل الصورة الذهنية للسائح الوافد وقناعاته وأفكاره وأطروحاته، وتراكم الخبرات والتجارب والمقارنات، وانطباعاته ومشاهداته الحية لمنظومات سياحية متعددة البيئات والثقافات والفرص، أحد مدخلات تطوير السياحة بالسلطنة، وقدرتها على التعايش مع معطيات الواقع العالمي، واستفادتها من مبادرات واتجاهات التطوير السياحي الأخرى حول العالم، إذ تسهم انطباعات السائح الوافد وما يبديه من مرئيات وأفكار، وما يطرحه من تساؤلات، أو ينتظره من إجابات حول المواقع السياحية في تقديم انموذج سياحي متفرد يحتفظ بخصوصيتنا الوطنية وهويتنا الثقافية والاجتماعية والسياحية، ويستفيد من ما يطرحه العالم من فرص التسويق السياحي والترويج الاستثماري للسياحة، واثبات حضور لها في ميادين المنافسات الدولية.
وبالتالي ما يعنيه ذلك من أهمية توسعة منصات التواصل السياحي الوطني في الحصول على رجع فكري ومعرفي عميق ومجرب، ناتج عن تعدد فرص المعايشة والمتابعة للواقع السياحي العالمي، بما يفتح الآفاق للتفكير خارج الصندوق، عبر فهم ما يحصل حول العالم من توجهات ومبادرات، تضع السياحة كأحد أهم أعمدة الاقتصاد العالمي الجديد، وهو ما يلقي بدوره على شركات السفر والسياحية العاملة في هذا المجال والقوافل السياحية والمرشدين السياحيين في استخلاص هذه الصورة التطويرية الإيجابية التي تحتاجها السياحة الوطنية من واقع زيارتها للمواقع والبيئات السياحية بالسلطنة، والنقاشات والحوارات التي يقدمها، في بناء نهج تواصلية اكثر وضوحا ومعيارية.
عليه تأتي أهمية إيجاد إطار تنظيمي داعم لهذا التوجه، عبر تفعيل البرامج والمبادرات التواصلية التي تتيح مشاركة السائح (المواطن والمقيم والوافد) في اثراء السلة السياحية بالأفكار والتجارب والخبرات والمشاريع والاستثمارات، بحيث تجد من قبل جهات الاختصاص المعنية التزاما مهنيا في التعامل معها وإعادة تكييفها بما يتناغم مع الواقع الوطني، يشمل ذلك أيضا، التقارير التي يمكن ان تقدمها مكاتب السفر والسياحة، أو توصيات اللقاءات الدورية التي تطرح فيها هواجس السياحة وظروفها في رسم صورة مكبرة حول السياحة التي نريد؛ وإيجاد التشريعات والقوانين وقواعد البيانات والتطبيقات السياحية، والتقسيمات الهيكلية التي تضع اطروحات السائح، أمام تقييم ومراجعة لتطوير برامج قادمة تصنع للسياحة حضورا في سلم التقدير العالمي والثقة المجتمعية.