يعقوب بن يوسف البلوشي |
مما لاشك فيه إن السلطنة بكل ما تحتويه من أختلاف في المستويات العامة كبلد عربي به العديد من الصفات الجغرافية المتنوعة والطبيعة المتفردة بجمالها وكتلة واسعة الامتداد من التراث الطبيعي والتراث الإنساني.
ولا يختلف القارىء لتاريخ الإنسان العماني قوة تمسكه بعاداته وتقاليده المتوارثة عبر حقب زمنية متراكمة من تمرير تلك الحزمة الرائعة من العادات وتجسيد صفات الاعتدال السلوكي في مدار التعامل مع كل ما هو حوله. ونجد أن الانسان العماني واكب تطور ألوان الحضارات المشبعة بعمق التحول الاقتصادي في دول العالم بكل أشكالها ومستوى تأثيرها في الشعوب والفارق الناتج في تقدمهم وتذليل التحديات التي تواجه حياتهم بمختلف أشكالها، لذا فإنه من المهم جداً في المرحلة القادمة أن يتم توسيع دائرة التعبئة الإعلامية للمجتمع عن صناعة السياحة بحيث يتشكل وعي عام حول الاستثمارات السياحية والأنشطة في القطاع السياحي وجميع ما يتعلق بالسياحة كصناعة قادمة لا محالة في مجتمعاتنا الخليجية.
حيث أنها جزء مهم من منظومة الاقتصاد المستقبلي، وقد ساهم بطء تنفيذ الرؤى والاستراتيجيات والتي نتج عنها قيام الإعلام السياحي على اجتهادات محدودة وبسيطة وقلة المساحات المخصصة للاهتمامات السياحية واتسام عناية وسائل الإعلام بالسياحة الداخلية بالموسمية، وعدم التوازن في التغطية الإعلامية للاهتمامات السياحية، لذا من المهم أن يوجد تقويم مختص للحملات الإعلامية السابقة ورسم خطة استراتيجية إعلامية وحملة إعلانية مباشرة عن أهمية القطاع السياحي في السلطنة، وما له من ايجابيات في توفير فرص عمل، وجلب إستثمارات خارجية، وتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، والنشاط التجاري الريفي وتنمية البنية الفوقية للسلطنة، ويحتاج هذا الاسهام إلى تحديد أشكال الخطاب للإعلام السياحي الموجه والشريحة المستهدفة بناءً على مسح عام يحدد من خلاله نوعية الفئات.
ومما لا شك فيه فإن تنفيذ الحملات الإعلامية السياحية يتطلب بناء مرحلي من خلال الاهتمام بالإعلام السياحي في كليات ومعاهد السياحة واعتباره تخصصاً قائماً في مؤسسات التعليم السياحي التي لا يدرج كثيراً في برامجها المنهجية للدراسات الأكاديمية.