تعمل كثير من البلدان على تنويع مصادر الدخل عبر تنويع عديد القطاعات التنموية التي تهدف إلى تحقيق نمو مستهدف وفق خطط كل دولة وبما تملكه من مقومات وقطاعات قادرة على تفعيل برامج عملها واستراتيجياتها الوطنية.ويشكل قطاع السياحة رافدا مهما للتنمية والتوظيف، خاصة في بلد مثل السلطنة التي يعول اقتصادها على تنويع برامج العمل التنموي الاقتصادية لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 التي بدأ العمل بها مع بداية هذا العام 2021. ويمثل قطاع السياحة مرتكزا هاما للمرحلة القادمة خاصة وان السلطنة تملك قطاعا حيويا كقطاع السياحة لكن إلى الآن غير مستكشف ولم يعط دوره الذي يجب أن يكون عليه رغم ما تملكه عُمان من مقومات ومفردات سياحية باهرة تاريخا وحضارة وجغرافية وبيئيا.إن إعلاء دور القطاع السياحي ليكون رافدا تنمويا ومجالاً خصبا لتوظيف الشباب العماني من الباحثين عن عمل لينضموا إلى هذا القطاع الموفر لفرص وظيفية كبيرة.كما أن إعلاء دور هذا القطاع سيعمل على جذب المستثمرين إلى السلطنة خاصة وأن بلادنا تحتاج إلى ضخ استثمار كبير في هذا القطاع حيث تملك عديد المواقع السياحية الجاذبة من شواطىء بكر وصحارى تعتبر جاذبة وقمم جبال في الجبل الأخضر وجبل شمس وفي مسندم وكثير من الأماكن التي تنتظر استثمار سياحي.ومع إعلان الحكومة الغاء تأشيرة الدخول لرعايا 103 دول منهم من حاملي تأشيرة شنغن سوف يسهم بلا شك في جذب السياح والمستثمرين لكي يكتشفوا عُمان وتفردها السياحي الذي بلا شك يحتاج إلى جهد تسويقي وترويجي كبير قد لا يعتد عليه فقط على من يمثل الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي الذين لا يحققون الأهداف بعيدة المدى بقدر جهد آني ينتسى بعد يوم أو يومين فقط. إن إعلاء دور القطاع السياحي يتطلب جهدا حكوميا صادقا بأننا نسير على نهج مستهدف لانفتاح سياحي بعيدا عن الهواجس الأمنية التي تطغى على منح هذا القطاع فرصته ليلعب دوره الحقيقي في التنمية وتنويع مصادر الدخل لاقتصادنا الوطني الذي يترنح تحت رحمة سعر برميل النفط.إذا لم نسرع الخطى ونكون جادين في جعل هذا القطاع رافدا حقيقيا لنمو سياحي يسهم في جهود برامج التنويع فإننا سنظل ندور على نفس الأسطوانة التي ترسخت لسنوات في فكرنا وطغت على جهودنا لبناء قطاع سياحي يكون لاعبا أساسياً في مستقبل وطن بحجم هذه الأرض التي منحها الله خيرات كثيرة لتكون بلدا سياحيا متفردا بجانب ما يملكه إنسان عُمان من فكر منفتح ومتقبل للعالم الآخر مع كرم الضيافة وتمسكه بعاداته وتقاليده التي يجب أن تنشر للعالم ليكون شعب عُمان نموذجاً للتعارف والتزاور واستقبال الضيوف برحابة صدر متفتح.
info@wejhatt.com