أشرعة | السفارة الإقتصادية للسلطنة

بقلم : يعقوب بن يوسف البلوشي | بعد مضي نحو خمسين عاماً من العمل الدبلوماسي السلمي والمنهج الدولي في التعاون الثنائي بين البلدان الصديقة والشقيقة وبين السلطنة، وهو ما آتى بثماره في العلاقات السياسية المتميزة بين السلطنة والدول الأخرى، مما يشهد لها كل مطلع على تجربة السلطنة السياسية في التعاملات الثنائية على الصعيد السياسي والدبلوماسي وذلك نظير عمل دؤوب ممن يتم إنتدابهم في السلك الدبوماسي لتمثيل سياسات السلطنة لدى تلك الدول.وبما أن توجه الرؤية 2040 يغلب عليها الطابع الإقتصادي، لماذا لا يتم إضافة دورٌ إقتصادي للسفارة في الخارج وذلك عن طريق رفد كل سفارة بموظفين إقتصاديين و”باحثين عن فرص إقتصادية وإستثمارية” في الدول التي تمثل أسواق جيدة  للسلطنة على الصعيد الإقتصادي والتجاري وهو ما نحتاجه فعلياً في المرحلة المقبلة.  فقد شهدنا في الماضي القريب وجود العديد من اللجان المشتركة بين السلطنة وعدة دول صديقة وشقيقة بغية تمتين التعاون الثنائي في المجال التجاري والإقتصادي وبحث العديد من مذكرات التفاهم ذات الإهتمام المشترك الذي لم يكن للإقتصاد نصيب وافر منه ! فلماذا لا نجرب إضافة الدور الإقتصادي للسفارة في بعض الدول المهمة لنا ونستثمر رصيد العلاقات السياسية والودية في الصالح التجاري وجذب الاستثمار من دون وصاية من بيوت الخبرة والوسطاء التجاريين الذين لا ناقة لهم ولا جمل في مصالح بلدنا سوى ضمان نسبتهم من الاتفاقيات البسيطة. علينا ان ندخل في مفاوضات إقتصادية جادة يقودها فريق عمل إقتصادي جلّ همهُ تحقيق تعاون إقتصادي مثرٍ لإقتصاد الدولتين ويحقق الهوية الإقتصادية في تلك العلاقات التعاونية بذات الخصوصية السياسية والدبلوماسية من دون تأثير قطاع على آخر. 
ومما لا يستبعد من هذا التوجه هو قيام هذا الفريق الإقتصادي بدور مكاتب التمثيل التجاري والسياحي من خلال ملحق إقتصادي يتبع السفارة، حيث سيطور من عمل الترويج والتسويق والمباحثات في الجانب السياحي والاستثمار، فالنتائج الجيدة هي نتاج عمل دؤوب ومنظم يقوده أبناء الوطن واضعين نصب أعينهم مواكبة المرحلة المقبلة إقتصادياً حتى تتحقق الرؤية وفق ما خطط لها، فهل سنرى هذا التعاون بين وزارة الخارجية، ووزارة الإقتصاد، ووزارة التجارة، ووزارة التراث والسياحة نحو تفعيل الدور الإقتصادي للسفارات في الأسواق العالمية مثل الصين والهند واليابان وفرنسا والمانيا والولايات المتحدة الأمريكية كخطوة أولية.. ! 

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*