بقلم: حمدان بن علي البادي | بين التطبيل والتبجيل حرف يعيد ترتيب الكلمة ويوجهها نحو مسار أدق في المفهوم حتى وإن كانت الكلمتان تصبان في نفس المعنى، ولعل من مزايا كورونا أن أتاح الوقت لبعض المسؤولين لقضاء إجازتهم في السلطنة، واستكشاف جماليات عُمان ونأمل أن يكون ذلك تم من منظور السائح العادي وليس من منظور الوزير الذي تفتح له الأبواب الواسعة ليعبر منها إلى دروب الجمال من دون أن يمر من دروب السائح العادي. كان من أبرز هؤلاء المسؤولين الوزير المعني بالتراث والسياحة الذي ظهر مؤخراً متجولاً في عدد من الأماكن السياحية في رمال الشرقية والجبل الأخضر ووثق ذلك على منصة “تويتر” بعدد من الكلمات الإيجابية المدعومة بالصورة، وقال رأيه ومضى. لكن المتابعين توقفا كثيراً عند تغريدة الوزير وحظيت باهتمام وتفاعل كبير وجاءت تغريداتهم ثرية بالنقاط التي يجب أن تكون محل متابعة واهتمام مع يقيني بأن الوزير يدرك الكثير مما قيل وسيعمل على النهوض بهذا القطاع وتعزيز حضوره في السلطنة. والكلمة الطيبة تدعم السياحة وليست بالضرورة أن تكون تطبيلاً حتى وإن كنّا الأدرى بواقع الحال ومن يتابع التواصل الإجتماعي سيجد مغردون يطالبون المسؤول أن يترجل من مكتبه ويقف على واقع الحال بنفسه بعيدا عن أي وسيط، والسياحة صناعة ومورد اقتصادي يعول عليه الكثير في مستقبل عُمان ويحتاج للكثير من الاشتغال والخطط والبرامج، ونأمل أن يكون كورونا قد أتاح الفرصة للمشتغلين في القطاع وعليه أن يعيدوا التقاط أنفاسهم لينطلقوا بصورة أفضل فيها نوع من التكامل والتعاون مع باقي القطاعات. ونحن متفائلين خيراً مع إعادة الهيكلة في المؤسسات الحكومية وتقارب المصالح والرؤى تحت مظلة واحدة حيث تلتقي المصالح المفضية إلى توفير الخدمات وتسهيل إجراءاتها وتكامل الجهود والعمل اللامركزي وخاصة في مكاتب الوزراء والمحافظين اللذين من المفترض أن يكون هم أهل المكان والعارفين بدروبه ومسالكه وأن يسهما في دعم النشاط السياحي في المحافظات، وأن يخصصوا جزءً من وقتهم لاستكشاف مناطق الجذب السياحي في المحافظة والولايات التابعة لها وتعزيزها بالخدمات وبما يناسب ويلبي مختلف الشرائح من داخل السلطنة وخارجها. وفي الأخير، فإن التطبيل والتبجيل لا يصنعا الإنجاز إن لم يكن هناك عمل ولا يدعما السياحة إن لم يكن هناك اشتغال على المكان.
hamdan.badi@omantel.om