زوايا | عمان واقتصاد السياحة الواعد


بقلم: د. رجب بن علي العويسي *
بعيداً عن أحداث جائحة كورونا (كوفيد19) وما خلفته من آثار اقتصادية على قطاع السياحة العالمي بكل أنشطته، فإن الحديث عن عُمان المستقبل واقتصاد السياحة يأتي في ظل قناعة وطنية بما يشكله قطاع السياحة من قيمة مضافة في منظومة التنويع الاقتصادي كونه من الاقتصادات المتجددة الواعدة التي ينظر العالم لمستقبلها بكل اهتمام، واسهامها في الناتج المحلي بكل ثقة.لقد وضعت “رؤية عُمان 2040” قطاع السياحة كأحد الأجندة الخمسة في التنويع الاقتصادي، وعبر صناعة الفرص السياحية التي يمكن أن تسهم في توفير الوظائف وتشغيل المواطنين الباحثين عن عمل، وإحداث حراك اقتصادي يضمن الوصول إلى الغايات الإنمائية البعيدة لهذا القطاع، سواء على مستوى  السياحة الداخلية ذاتيا أو على مستوى بناء السياحة الداخلية عالميا لتعزيز ثقة المستثمرين الخارجيين وتنشيط السياحة الوافدة، لذلك اتجهت الرؤية إلى أن تكون مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي بنسبة 6% من الناتج المحلي، وأعطت المؤسسات المعنية بهذا القطاع مساحة أوسع في التفكير خارج الصندوق عبر تبني سياسات أكثر نضجاً واتزاناً واستدامةً تتناسب مع الوفرة السياحية التي تتمتع بها السلطنة من جهة وتتناغم مع المنظور الاجتماعي والحضاري للسياحية في كونها صناعة مجتمعية قائمة على مشاركة المواطن واسهامه الفاعل في تنشيط حركتها وبناء أدواتها وتعزيز ممارستها وتقييم نواتجها، وتوجيهها نحو صناعة السلام والتسامح والأمن والمواطنة والهوية.ومع ما يحصل من تراجع في نسبة مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي بين 2.5% لعام 2019 و2.6%، لعام 2018 و2.7% لعام 2017، إلا أنها أسهمت في تعزيز جهود الدولة في الوقوف على أسباب هذا التراجع، وعبر تأطير البنية التشريعية، وتحسين بيئة الأعمال، وإعادة هيكلة القطاع السياحي الذي شهد مؤخرا تحولاً نوعياً في بنيته التنظيمية، أو من خلال إعادة رسم ملامح عمل الشركات الحكومية العاملة في القطاع، ومع اكتمال البنية المؤسسية والتشريعية لهذا القطاع،  والرؤية الجديدة التي أبرزت روح التناغم بين الأصالة والمعاصرة والبيئات الطبيعية السياحية والتراثية في ظل الاهتمام العالمي بالسياحة الثقافية والتراثية وإدخال مفرداتها في البناء السياحي، سوف تؤسس لحضور مجتمعي واسع في ظل التمكين السياحي للمحافظات من خلال مساهمة قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تنشيط حركة السياحة الداخلية، والرقم الصعب الذي تحققه في مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي.
* كاتب وباحث 
rajab.2020@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*