بقلم : أشرف السعيد | يمثل الشباب في كل دولة نصف الحاضر وكل المستقبل فهم العصب والعمود الفقري في كافة المجالات، وتقوم خطط التنمية المستدامة في معظم دول العالم بما فيها دول العالم النامي “الثالث ” على برامج متخصصة تعتمد على تعظيم دور الشباب والدفع بهم للأمام للتأهل لتولي المناصب القيادية من خلال إكتساب الخبرات من الكفاءات المختلفة. وعلى صعيد السلطنة ووفقا للتقرير الصادر الخامس من سلسلة الإحصاءات المجتمعية لعام 2019 للمركز الوطني للاحصاء والمعلومات، الذي أشار إلى أن عدد الشباب العمانيين في الفئة العمرية من 18 إلى 29 بلغ نحو 567 ألفاً و262 شاباً وشابة شكلوا ما نسبته 22% من عدد المواطنين العمانيين.وبقراءة متأنية للإحصاءات السابقة نجد أن هناك ثروة بشرية من الشباب العماني يمكن توظيفها سياحيا من حيث تنظيم شركات السياحة لبرامج سياحية داخلية ترفيهية وطنية تستهدف التعريف بتاريخ وآثار ومعالم وحضارة وتراث السلطنة عبر تاريخها التليد لغرس الإنتماء الوطني وتعزيز الهوية، كما يمكن أن تمثل هذه البرامج سياحة ثقافية إلى جانب أنها سياحة وطنية وتعليمية بتنظيم رحلات للمدارس والجامعات والأندية الرياضية والمراكز الشبابية وأيضا الوزارات والمؤسسات الحكومية والقطاع الخاص بأسعار رمزية وبدعم من الجهات المعنية. وسلطنة عُمان بلد غني بكنوز من الآثار والتراث القديم الذي يعكس حضارة بلد وعراقة شعب بين شعوب المنطقة، وحري بجيل الشباب أن يتعرفوا ويفخروا بما صنعه الأجداد من أمجاد في كافة المجالات وخاصة المجال البحري وغيره.والمطلوب من المسؤولين عن السياحة والشباب والتربية والتعليم والثقافة في السلطنة، أن تتضافر الجهود والتنسيق فيما بينهم، وفي ضرورة التفكير خارج الصندوق في هذه المرحلة الهامة التي تمر بها السياحة عالميا واقليمياً ومحلياً لتعويض الخسائر الناجمة في قطاع السياحة بالسلطنة منذ بداية العام الجاري نتيجة إنتشار جائحة كورونا المستجد على مستوى دول العالم، وذلك بطرح أفكار جديدة تتناسب مع الحدث وتتواكب مع روح الشباب وتطلعاتهم وإمكانياتهم وإبداعاتهم ومهاراتهم في التواصل الاجتماعي وتوظيفها في الدعوة إلى مثل هذه الأفكار والبرامج السياحية الوطنية والترفيهية والثقافية والتعليمية دعما للسياحة الداخلية والعاملين فيها في فنادقها ومنتجعاتها وشركاتها السياحية . كما يمكن توظيف هذه الثروة البشرية من الشباب في أن تكون قيمة مضافة للسياحة العمانية الداخلية في ضوء تداعيات فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” من خلال التنسيق بين الجهات المعنية بالسلطنة للشباب والتربية والتعليم والسياحة والثقافة، عبر وضع خطط وبرامج من شأنها تعزيز السياحة الداخلية في السلطنة وإبراز معالمها وآثارها وتراثها في المجالات المختلفة لتصبح رافداً جديداً للدخل القومي للسلطنة ولتكن الإنطلاقة في السياحة الداخلية من الشباب العماني.