بقلم: يعقوب بن يوسف البلوشي | تُعد الأرض هي إحدى الركائز الأساسية التي وقعت عليها الحروب بين الدول وبين الكيانات السياسية والاقتصادية بغية تحقيق المنفعة مما تملكه تلك الأرض من خيرات، قديماً من مرعى وزراعة وماء وطقس، أما في حاضرنا فالمنفعة متمثلة في النفط والغاز والموقع الاستراتيجي سواء للتجارة أو للسياحة وذلك حسب ما يمتاز به الموقع من مميزات في ذلك الشأن.
فالصراع على مقاطعة كشمير على سبيل المثال بين الهند وباكستان يعود إلى إدعاء الطرفين حول أحقيتهم في الأرض والماء والموقع والثروات الطبيعيه، هذا بجانب امتيازها في ما تملكه من امكانيات سياحية متمثلة في الغطاء الثلجي في فترة الشتاء والأنهار الجارية بين الجبال الشاهقة في فترة الصيف وهو ما يميزها عن مثيلاتها من المواقع في كلتا الدولتين.وكذلك إذا ما أخذنا الصراع الواقع على الموانئ اليمنية مثالاً بين دفتي الحرب الواقعة في واحدة من أفضل المناطق السياحية البكر في المنطقة، وأيضاً تمتاز اليمن بأنها من أفضل المواقع الاستراتيجية للحركة اللوجستية في نقل البضائع والربط بين الموانىء العالمية لو هُيئت بالشكل المناسب الذي تتوائم مع منظومة التجارة اللوجستية الدولية. وفي الجانب الاخر هناك صراع يتمثل في المعرفة وطريقة كسب السائح وجذبه عبر توفير خدمات يسافر لأجلها وهو ما حدث بين جمهورية الصين الشعبية ومملكة تايلند، حيث قامت الصين في عام 2014 بأبتعاث مجموعة من طلبة السياحة قوامها 100 ألف طالب إلى تايلند لتعليمهم فن خدمة السائح والخدمة الفندقية وطريقة التدليك الطبي للسائح حتى تقوم هذه المجموعة بنشر تلك المعرفة اكاديمياً في مختلف معاهد وجامعات الصين مستقبلاً لتمكين الدارسين في السياحة تحقيق أقصى فائدة من تلك المعرفة.
اليوم، ونحن في سلطنة عُمان وبنيتها الأساسية والبشرية المكتملة نجد أنفسنا نعاني من بطء في تفعيل إمكانيات السلطنة السياحية في ظل ما نمتلكه من جميع ما ذكر من مقومات وما تتصراع لأجله الدول في مختلف الكرة الأرضية، فلدينا الموقع الجغرافي، والموانئ، والتنوع التضاريسي، ولدينا القلاع والقبور والكهوف والمناطق الاأرية والقصص الغابرة كمنتج سردي ضخم، ولدينا التاريخ، ولدينا المنظومة المائية من أفلاج وعيون، ومواقع المياة الكبريتية، وأودية مستمرة الجريان طوال العام، ولدينا الشواطىء البِكر منها من هو على جرف صخري وجبلي، ومنها من يتشكل على رمال ناعمة صافية تعكس مكونها الزجاجي، ولدينا تفاصيل بيئية خلابة من البيئة الصحراوية والهضاب والكثبان الرمليه والبيئة المائية من مرجان وتنوع إحيائي في الأعماق وجزر خاوية من الاستغلال، ولدينا من أفضل شبكة طرق في المنطقة، وأحد أفضل المطارات في المنطقة ومجموعة من أفضل الفنادق والمنتجعات في العالم ولدينا شعبٌ مضياف، ولدينا “وزارة التراث والسياحة “.
فأين يكمن الخلل لدينا؟. ولماذا هذا البطء في تفعيل الاستراتيجية من جعل السلطنة وجهة سياحية ذو 5 نجوم حسب ما يصفها المسؤولين لدينا!.