محطة | التراث محرك للسياحة

بقلم: يوسف بن أحمد البلوشي | يشكل التراث بكافة أشكاله المادي وغير المادي، محركا أساسياً للنشاط السياحي وداعم كبير لأي نشاط سياحي خاصة للسياحة الدولية التي ينجذب إليها الأجانب الذين يبحثون عن التراث والموروثات الخالدة التي تزخر بها بلدان العالم.والسلطنة أحد البلدان الزاخرة بالتراث المادي وغير المادي سواء من حيث توفر القلاع والحصون والمعالم الأثرية، بجانب الفنون الفلكورية التي تشكل جذبا للسياح. واليوم مع ادماج التراث والسياحة في مؤسسة واحدة جاء هادفا لاثراء الجانب السياحي ليكون القطاعان تحت مظلة واحدة. فالتراث هو ما يبحث عنه السياح خلال زيارتهم إلى أي بلد فتراهم يزورون القلاع والحصون والمعالم التراثية والمتاحف بما تزخر به من كنوز محتفظ بها لتعرف الزوار والأجيال بما تزخر به هذه الارض أو تلك.ومع كل السنوات الماضية، عملت الجهات المعنية على ترميم القلاع والحصون والمعالم الاثرية في السلطنة مما جعلها اليوم واحدة من الدول الزاخرة في العالم بالمفردات التراثية الضاربة في جذور التاريخ. ولا شك هناك الكثير من المعالم في كل قرية وولاية ومحافظة وبيوت أثرية منها مستغل ومنها لا يزال لم يستغل إلى اليوم. وهذا يدفعنا لأن نفكر في جدية العمل لاثراء السياحة العمانية من خلال تحويل هذه المعالم والبيوت الأثرية الى قرى سياحية او نزل تراثية ومقاهٍ ومطاعم من خلال توجيه أصحاب تلك البيوت ودعمهم معنويا بخطط لتأهيل منازلهم وتحويلها إلى مزارات سياحية يستفاد منها جل استفادة بدل تهدمها وتكون مشوه للمنظر العام. علينا اليوم أن نستفيد من تجارب الدول الأخرى لاننا مقبلون على مرحلة مختلفة عما كنا عليه في سنوات ماضية التي أسست فيها أرضية جيدة لانطلاقة سياحية ونهضة جديدة تشكل عنوانا لمرحلة عنوانها “السياحة نفط عُمان غير الناضب”. إن وضع الأسس وخارطة العمل أمر مهم للمرحلة الجديدة التي اعطيت فيها المحافظات دورا كبيرا للمساهمة في تشكيل نموذج جديد لبناء سياحي في محافظات السلطنة. 
ورغم التوجس من أزمة كورونا ما تسببت فيه من ازمة للسياحة إلا أنها قد تكون دافعا لإعادة النظر في منهجية عمل لجعل بيئتنا التراثية بوابة كبيرة للثراء السياحي، فالعالم اليوم ليس همه السفر للجلوس على الشاطىء أو عند حوض سباحة أو التشمس، بل كثيرون يسافرون يقطعون أميالا من أجل اكتشاف حضارات الدول وتاريخها وفنونها وشعوبها سواء من حيث تراثها أو حتى التلذذ بطعم أكلاتها المحلية. وكثيرا ما نرى أن عددا كبيرا من السياح الأجانب يعشقون العيش في البيئة المحلية والالتقاء مع الناس في القرى والحارات القديمة حتى يبتعدون عن صخب المدن وضوضائها ولمعان إضاءتها وسهراتها. نحن لدينا كنوز تراثية يجب اليوم استغلالها لحراك سياحي متفرد مع وجود وزارة التراث والسياحة.
yahmedom@hotmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*