رحلة | كورونا.. والسياحة الداخلية

بقلم: اشرف السعيد | تمثل السياحة رافدا هاما من روافد الاقتصاد الوطني لعدد كبير من دول العالم، ويعمل بقطاع السياحة ما يمثل نسبته 10٪ من فرص العمل على مستوى العالم أجمع. كما تساهم السياحة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر والتي أقرتها الأمم المتحدة لعام 2030، ووفقا للغة أرقام منظمة السياحة العالمية، فإن السياحة تمثل نسبة 12٪ من الناتج المحلي الإجمالي لأسبانيا والتي استقبلت في عام 2019 ما يقرب من 84 مليون سائح دولي، بلغ إنفاقهم 80 مليار دولار. وفي عام 2018، تبوأت إسبانيا المرتبة الثانية في العالم من حيث عدد السياح الوافدين وإيرادات السياحة.

وتختلف نسبة مساهمة السياحة في الدخل القومي من دولة لأخرى حيث تعتمد على معايير صناعة السياحة القائمة في كل دولة سواء خليجية أو عربية أو أجنبية.  ومع حلول أي أزمة مالية عالمية أو على صعيد إقليمي أو في  دولة ما تتأثر السياحة الخارجية للدول التي تعتمد في اقتصادها على السياحة.

ومع مطلع العام الجاري حلت جائحة فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19” على دول العالم لتنعكس سلبا على السياحة العالمية وتتسبب في أضرار بالغة على هذا القطاع بمختلف دول العالم  والمتوقع أن تستمر تداعياتها إلى نهاية العام الجاري وحتى مطلع العام القادم، حيث تأثر الدخل القومي للدول نتيجة انخفاض عدد السياح، واسفر عنه تسريح عدد كبير من العمالة  في هذا القطاع في عدد من دول العالم، كما تتوقع منظمة السياحة العالمية انخفاض عدد السياح الدوليين في جميع أنحاء العالم هذا العام ​​بنسبة قد تبلغ 30٪، ما يعني خسائر في إيرادات السياحة الدولية قد تصل إلى 450 مليار دولار.

وهنا يبرز دور السياحة الداخلية التي قد لا تعول عليها الدول في سياساتها الاقتصادية أو تأتي في مرتبة تالية للسياحة الخارجية أو هامشية، والتي تعتبر طوق نجاة لهذا القطاع للحد من الخسائر التي لحقت به، ويستلزم ذلك إتخاذ عدد من الإجراءات والتدابير من جانب الجهات المعنية والمجتمع المدني، وهناك بعض النقاط والمحاور التي يمكن تناولها وطرحها للنقاش  بين المسؤولين عن هذا القطاع.

أولا: عقد اجتماع موسع يضم كافة المهتمين وأطراف قطاع السياحة في السلطنة بالتعاون مع وزارة السياحة وبمشاركة غرفة صناعة وتجارة عُمان وشركات السياحة والطيران، ومشاركة ممثلي شركات السياحة والطيران ورجال الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وغيرها بهدف مناقشة كل الأفكار والتصورات لتنشيط السياحة الداخلية وهذا على الصعيد الرسمي.

ثانياً: على صعيد المجتمع المدني فهناك عدة أفكار من بينها تنظيم عدة حملات إعلامية محلية في الصحافة والإذاعة والتليفزيون ووسائل التواصل الإجتماعي للدعوة الى السياحة الداخلية والحث عليها، ووضع محفزات للسياحة الداخلية من خلال وضع الشركات السياحية العمانية لبرامج سياحية من شأنها أن تناسب كافة الشرائح المجتمعية والمستويات المختلفة.

ثالثاً: يمكن للجمعيات الأخرى القيام بتنظيم رحلات مخفضة لأعضائها بالإتفاق مع شركات السياحة العمانية، والتنافس على وضع برامج سياحية بأسعار تنافسية بين الفنادق وشركات السياحة في السلطنة، وأن تتضمن البرامج السياحية زيارة القلاع والحصون والمواقع السياحية في عدة محافظات.

رابعاً: إقامة حفلات فنية وموسيقية وتقديم مسرحيات في عدد من الفنادق أو في مواقع سياحية مثل القلاع والحصون المهيأة، ضمن البرامج السياحية سواء فنانين عمانيين أو خليجيين أو عرب لجذب مزيد من العملاء لهذه الفنادق، وان تتضمن البرامج السياحية تنظيم زيارات إلى الأماكن الأثرية بالسلطنة للتعريف بها وبحضارتها وادخالها ضمن البرامج السياحية للمزارات  

وهذه إطلالة من الأفكار قد تتناسب مع معطيات هذه المرحلة التي يعيشها قطاع السياحة في السلطنة للخروج من نفق جائحة ومحنة كورونا التي قد يمكن أن تتحول إلى منحة توظف لصالح السياحة الداخلية وأن توضع لها خطط وبرامج تناسب المواطنين والمقيمين.

asherif119@gmail.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*