بقلم: حمدان بن علي البادي | السفر مغامرة، والشغوفين بالسفر جمعوا أغراضهم وطاروا إلى أول محطة تصل إليها خطوط الطيران، حتى وإن كانت التذكرة وجهة واحدة وبدون تاريخ معلوم للعودة، بعد قرار السماح بالسفر للعمانيين مع مراعاة الاشتراطات الصحية المطلوبة من البلدان المقصودة، وكأن حال لسانهم يقول ما قاله الشاعر أبي القاسم الشابي “إذا ما طمحت إلى غاية ركبت المُنَى ونسيت الخطر”.
وبالرغم من حرصهم على ارتداء الكمامة واستخدام المطهرات الصحية وإجراء الفحوصات الطبية التي تؤكد سلامتهم، إلا أنهم سرعان ما يكتشفون أن تلك الاحتياطات ليست بذات الأهمية، بقدر أهمية وعي الفرد للتعايش مع الفيروس، ليبقى آمنا وأن يعيش حياته من دون خوف أو وجل.
ومع أن بلدان العالم موبوءة بفيروس كورونا، إلا أن أغلبها تخلت أو في طريقها للتخلي عن الكثير من المحاذير المفروضة في الأشهر الماضية، وبدأت بالتعايش ومحاولة تدارك ما فاتها خاصة الاقتصاد القائم على النشاط السياحي الذي يعد من أكبر القطاعات المتأثرة بالجائحة، لذا كانت خطوط الطيران أول ما تم تشغيله مع مجموعة واسعة من الأنشطة السياحية التي صاحبها الإعلان عن الاشتراطات الصحية التي يجب أن تتوفر للقادمين والمغادرين خلال فترة إقامتهم.
وفي السلطنة، لاتزال الصورة غير واضحة فيما يخص استقبال السياح وعودة النشاط السياحي، بالرغم من الجهود التي تبذلها مختلف الجهات للحد من تداعيات فيروس كورونا، ولأن الموسم السياحي على الأبواب ونجم سهيل سيبزغ من الجنوب في الأيام القادمة من أغسطس فلا بد لليل أن ينجلي وأن تكون بداية نهاية مرحلة وأن تعود الحياة إلى سابق عهدها بعد أشهر من الركود طالت جميع القطاعات وهي فرصة أن نرى حلول مثلى تبعث على الاطمئنان وإن عُمان بخير لكل من ينوي زيارتها.
ولله الحمد هناك مؤشرات طيبة للتعايش مع كورونا وعُمان في طريقها للتعافي وهي الصورة التي يجب إيصالها للآخر ولدينا من الإجراءات الاحترازية ما يضمن سلامة الجميع أن تم التقيد بها، والسلطنة باتساعها وتنوع مقوماتها السياحية والهدوء الذي تتمتع به ستكون في مقدمة مستقبلي السياح ليعيدوا صناعة قصصهم الخاصة واكتشاف عمان وما بها من أنشطة وفعاليات سياحية متنوعة.