لا يفصلنا عن يوم 23 يوليو، إلا أيام معدودات، حيث ذكرى يوم النهضة المباركة، لتولي جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- مقاليد الحكم في السلطنة.
إن انطلاقة النهضة المباركة في 23 يوليو من عام 1970، شكلت لحظة تاريخية جديدة في سجل التاريخ العماني، لتشهد مرحلة انتقال جديدة، ليتحقق على يد جلالة السلطان الأمن والاستقرار وشموخ البناء والتنمية الحديثة التي عمت أرض عمان الغالية، منذ إعلان فجر النهضة المباركة.
فقد شكل ذلك التاريخ، انبلاج فجر جديد على أرضنا المباركة، ليتسارع العمل في كل ربوع عمان، من أقصاها إلى أقصاها، حتى تحقق لإنسان عمان ما كان يصبو إليه، بعد أن عاش دهورا بعيداً عن التنمية الحديثة، فقد شهدت البلاد على يد جلالته، اشراقة نور، وعُمرت المدارس والجامعات، وانتشرت المستشفيات والمراكز الصحية لتقدم خدماتها للمواطنين أينما كانوا، وشقت الطرق لشبكة مواصلات حديثة.
ومع ولوجنا العام 45 من عمر النهضة المباركة، وبعد أن اكتملت البنية الأساسية في محافظات السلطنة تقريبا، فقد آن الاون للإنتقال إلى مرحلة بناء جديدة تكون دعامة لتنويع مصادر الدخل، وبلا شك أن السلطنة تملك عديد المقومات، التي تجعل منها بلدا قادرا على التنويع الاقتصادي.
ولا شك أن قطاع السياحة يعول عليه الكثير في المرحلة المقبلة، كونه أحد القطاعات الواعدة، التي بالإمكان أن يكون رافدا ومشغلا أساسيا لعديد القطاعات وتشغيل قوى عاملة من الباحثين عن عمل، وادخال العديد منهم في إنشاء مشاريع صغيرة ومتوسطة تكون رافدا للقطاع الواسع.
لقد حان الوقت أن ننفض عنا حالة الخوف من الانفتاح السياحي، وأن نعمل وفق روزنامة وخارطة طريق تكون أكثر تسارعا من أجل جذب الاستثثمار الداخلي والخارجي، والعمل على توفير خدمات للسياح تكون قريبة في الموقع السياحي الذي يودون زيارته.
فما تملكه السلطنة من مقومات سياحية، لا يزال لم يحظ بترويج سياحي في العالم، وأن ما نروج له اليوم مجرد تاريخ وتراث وشواطئ ورمال وسلاحف، ولكن السلطنة تملك من المقومات ما هو أكبر من كل هذه المقومات، وبالتالي يجب أن ندعم الترويج الخارجي والداخلي للقطاع السياحي، وأن نوفر للتسويق والترويج مبالغ أكبر مما هو حاليا، لأن السياحة ينتظرها الكثير في المستقبل، فلنسارع من أجل بناء نهضة سياحية جديدة تكون دعامة لاقتصادنا الوطني.