بقلم:يعقوب بن يوسف البلوشي| من المتوقع أن تتغير خارطة المنظومة الاقتصادية في القطاع السياحي خصوصاً بعد تعطل القطاع بشكل تام في جميع أقطار العالم والوجهات السياحية، حيث توقفت الطائرات السياحية عن التحليق ورست السفن السياحية في موانئها وأغلقت الدول حدودها، وتوقف عزف البيانو في بهو الفنادق على نطاق العالم!.ويعد هذا العطل الأبرز في ديناميكية القطاع السياحي كونه وصل تأثيره إلى فقدان كثير من العاملين في السياحة لوظائفهم، فشركات الطيران سرحت أكثر من 40٪ من الموظفين وباتت الفنادق تسجل خسائر عن كل يوم يمر من دون سياح، بجانب دفع أجور العاملين والالتزامات المادية للمنشآت السياحية ناهيك عن تعطل شركات السفر والسياحة وفقدان المرشدين السياحيين لوظائفهم في ظل هذه الجائحة العالمية مما يشكل ضغطاً كبيراً حول إعادة الثقة لكل الأطراف سواء العامل في القطاع السياحي أو المستثمر السياحي أو السائح بحد ذاته كون أن القطاع سيحتاج إلى أن يقدم ضمانات أكبر مما هو عليه حالياً إلى الموظف في القطاع السياحي حتى يتحقق له الضمان الوظيفي والمستدام وأيضاً الاستقرار المالي للمستثمر السياحي، بالإضافة إلى كسب ثقة السائح من جديد حول مفاهيم النظافة وكثافة السياح في المنطقة المراد زيارتها، حيث سيكونون بحاجة إلى رؤية التغييرات الملموسة الفعلية التي حصلت لجعل قرارهم بالسفر أكثر أمناً وطمأنة.ومما لا شك فيه أن هذه الاحترازات والتغييرات سوف تؤثر بشكل مباشر على الأسعار عموماً، حيث أن أسعار تذاكر الطيران سوف تنخفض بشكل ملحوظ تشجيعاً للسياح بالسفر بعد زوال الجائحة أو انخفاض حدتها وكذلك في قطاع الفندقة سوف تنخفض قيمة الغرف والخدمات، بهدف إعادة الثقة للسياح في المنشآت الفندقية بعد زيادة في وتيرة الحذر والحرص فيما يتعلق بالنظافة المرتبطة بالغرف والمطاعم الفندقية، لأن العالم بعد أزمة كورونا لن يعود كما هو عليه سابقاً، وقطاع السياحة سوف يتطور بشكل ملحوظ مواكبةً مع متطلبات السياح والمتغيرات من حولهم وتغير رغباتهم في أهداف السفر عامةً، ومثل ما هو متعارف عليه دولياً حول حساسية قطاع السياحة وسرعة تأثرهُ بالازمات، فأن معالجته قد تحتاج لوقت طويل حتى يتعافى الاقتصاد السياحي في كل أقطار العالم حتى تعود ديناميكية القطاع كما عهدناها.
يعقوب بن يوسف البلوشي