ذاكرة | أُغلِقت مطرح ولكن ..


بقلم: نجلاء الرحبية | أعان الله روحاً قد عشقت مطرح وأعتادت زيارتها من حينٍ لآخر فهي تلك الحياة التي تبعث الشوق الدائم لمُحبيها، تميزت حين همست وتألقت حين نطقت، صمدت ركائزها فثبتت واستقرت وعانقت مئات بل آلاف السنين لتعطي معالم جوهرية جذابة أبهرت الزائر والسائح بل وسكانها أيضاً.شاطئها يصافح بحر عُمان، ويضم ميناء السلطان قابوس والذي يعتبر أول ميناء تم إنشاؤه في السلطنة والذي يقوم بدور التبادل التجاري وإستقبال السياح، ويتوسط أقدم المدن وأعرقها.تمتلك هذه الولاية أجمل المعالم التعبيرية التي تعكس قيام حضارة ذات طابع عريق شامخ بطرازه، وحملت أدواراً جعلتها تتميز عن غيرها، تحيط بها الجبال من عدة جهات ومن الجانب البحري يعتلي تلك الجبال قلعة مطرح الشامخة التي تحوي العديد من الأبراج والأسوار.
سوق مطرح، الذي يعتبر من أقدم الأسواق في السلطنة وأبرزها، قد تجاوز عمره مائتي سنة ويضم العديد من المداخل والبوابات والأقسام ويحوي أنواعا متعددة من البضائع، وفي بعض الأحيان قد تكون هذه البضائع لا تتواجد إلا في هذا المكان وهو مقصد للزوار من جميع مناطق السلطنة حتى يومنا هذا فلا غنى لهم عنه مهما تعددت الأسواق، وللسائح يعتبر مزاراً لابد منه فأينما تجول لن تكتمل سياحته إلا بزيارته لسوق مطرح حيث المقتنيات التذكارية التراثية المحلية المميزة والطابع الزخرفي العريق والمناظر المُلهمة.وما يعطي صورة أجمل لهذا السوق، هو الممشى (الكورنيش) حيث المنظر الذي يتجمل بالجانب البحري المُفعم بأصوات الأمواج والجانب التراثي المُفعم بأصوات نشاطات الحياة، فهي المتعة التي تتوج الزائر والسائح بتاج الطرب والسكينة. لمطرح الكثير والكثير من المزايا أكانت بجبالها الراسخة أم بشواطئها أم كانت بأصالتها وسرد حكاياتها التي ليس لها نهاية.بيوتها تتقارب من بعضها البعض وتختلف في مستويات ارتفاعها وتشُعر المارة بالأُلفة وتصنع في جوفه ذاك الاشتياق الذي يجعله يرغب بالعودة لزيارة هذا البلد العريق المؤنس.ربما قد أُغلقت اليوم في زمن الكورونا، لكنها أيام وستعود مطرحنا كما كانت وستعج بالحركة وستعود السيمفونية التي أعتاد الجميع على سماعها ومعايشتها فليس لأبوابها إلا أقفالاً مؤقتة.
info@wejhatt.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*