رأي وجهات | السياحة وصدمة فيروس كورونا


لأول مرة يشهد قطاع السياحة والسفر عالميا أزمة بهذا الحجم مع تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، الذي تسبب في شلل كلي لقطاع السياحة عالميا وليس في منطقة ما.منظمة السياحة العالمية قدرت حجم الخسائر بنحو 300 الى 450 مليار دولار مبدئيا، وهو زلزال قد تكون له توابعه الأكبر مستقبلا أبعد من تسريح موظفين او وقف صرف الرواتب للموظفين او اغلاق منشأة. فقد شاهد العالم توقف كل أساطيل الطائرات، وأغلقت المطارات أمام الملاحة والسفر، واحجم السياح عن السفر والترحال، وأقفلت الفنادق غرفها وأبوابها. هذه الأزمة التاريخية ستكون مسجلة في التاريخ الحديث وما فعله كورونا بقطاع السياحة والسفر. وسط حالة من الاندهاش العالمي والخوف من شيء غير معلوم الى مدى سيستمر ومتى سينجلي حتى تعود شركات الطيران تحلق عاليا في السماء ويرحل معها كثيرون توقفت حياتهم من دون السفر والتجوال وزيارة المطارات التي اعادت عليها طوال السنوات الماضية. كان قطاع السياحة والسفر أول القطاعات التي تأثرت بالهروب الجماعي السياحي من مواقع الاستجمام بعد أن اعلنت شركات الطيران توقف رحلاتها وطالبت الدول السياح بالمغادرة فورا. لكن ستعود السياحة للانتعاش من خلال التعاون والتعاضد بين كافة القطاعات خاصة وان قطاع السياحة والسفر المحرك لكثير من القطاعات وسيظل الناس تسافر وتتجول، ومع إعلان أول افتتاح للمطارات ورحلات الطيران سنرى الناس تتهافت على السفر وحجز مقاعد على رحلات الطيران شرقا وغربا بحثا عن متنفس بعد فترة حجر منزلي لم يعتاد عليه البشر. ومع هذه الأزمة يتطلب من الدول أن تعيد قراءة المشهد للقطاع السياحي وتدارس القوانين والحوافز التي تشجع على الاستثمار في هذا القطاع خاصة دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وتنمية فكر الشباب لانشاء مشاريع حيوية داعمة ومساندة لنمو هذا القطاع. ودراسة فتح أسواق جديدة بسرعة لمزيد من التدفق السياحي الهادف حتى يكون السائح يختار وجهته وليس الوجهة التي تختاره، بل أن على البلد السياحي تقديم الإغراءات السياحية والتسهيلات للسياح حتى يفضلون هذا البلد عن الآخر. كما أننا نحن في السلطنة أحوج ما نكون الى فكر تخطيطي أوسع يتواكب مع احتياجاتنا لدعم اقتصادنا من خلال القطاع السياحي في ظل المشهد التاريخي الكبير الذي نملكه والذي سيعطي دورا أكبر في تعزيز السياحة الثقافية من جانب، مع وجود المقومات الأخرى مثل التضاريس والأمان والشواطىء من جانب آخر. 

info@wejhatt.com

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*